المنبرالحر

جندي "افرار" يعود الى ثكنته / د. محمود القبطان

كان قد تخلف عن كتيبته فأعتبر "فارا" ولكن برغبته للحفاظ على ما تبقى له من فكر وعقيدة يؤمن بها من أجل شعبه ووطنه. "فرّ" من "جيشه لأنه أعتقد، وما زال، هو الطريق الأسلم لبقاء نقاوته وحرصه على جيشه الباسل.
دًعي الى موسع في احدى منظمات جيشه فلبى الدعوة اعتقادا منه أن يقدم مداخلة في هذا الاجتماع مع افراد الجيش وآخرين "فارين" ولكن الآخرين اعتقدوا إنه رجع الى جيشه بعد تلبيته الدعوة وبدون "سجن"، لكنه قال أنا الآن ،كما كنت، اعتقد متى ما تختفى الدوافع لتركي الجيش فسوف اعود لكم، لكن شيئا من هذا لم يحدث ...
بقى هذا الجندي مدافعا عن شعبه وجيشه وازداد تعلقه بوطنه بشكل خرافي بمرور الوقت الطويل حيث اخذ الكثير من وقته ليبقى قريبا من ثكنته في جيشه الكبير.. وبعد السقوط قدم ما استطاع، لجيشه وللكثيرين من ابناء شعبه المثقل بالآلام الحروب والقتل، دواء، اموال، علاج فتح عيادة طيبة له مجانا للمحتاجين...وغيره من الفعاليات الوطنية دون انتظار كلمة شكر من احد لأنه كان يرى هذا من صلب واجباته الوطنية وانتماءه لجيشه المجيد...
التقى البعض من كبار "ضباط" هذا الجيش الكريم واستقبل بكرمهم وحفاوتهم ولطفهم وتواضعهم، لم يشعروه هو "الفار" من الخدمة اللا إلزامية ولو بكلمة واحدة، لابل على العكس كانت لقاءته معهم كانت أكثر من ودية...
أخيرا رجع لوطنه، اتصل بأحد "الضباط" وقرر الالتحاق بكتيبته فرتب له لقاء مع ضابط آخر، أستقبل بحفاوة وقُبَل اشعرته إنه فعلا ابن هذا "الجيش"، جلسوا بجلسة أخوية، طويلة ليس "لنجمات" ضابط الركن أي اعتبار تكبري، سرد هذا الجندي "الفار" نبذة مختصرة لتأريخه اعتبروه هو منهم واليهم، لكن بروح منفتحة واخوية ونقاش هادئ سليم جعل من الذكريات المُرّة تأريخ بعيد في طيّ النسيان لا أهمية لها بعد الآن لأنها أصبحت من الماضي ...تعهد "للضباط" أن تكون تلك الذكريات التي ذكرت تفصيليا في ماضي لن يعود...

أستشهد الجندي "الإفرار" في بداية لقاءه "ضباطه" الجدد بمقولة للراحل ثابت حبيب العاني في كتابه :صفحات من السيرة الذاتية في ص288 قال: "إذ كان جل طموحاتي خدمة الحزب، وأن أبقى عضوا فيه حتى مماتي". هذا ما قاله الجندي الفار الى الآخرين، أنا أتمنى ذلك...وهذه طموحاتي ايضا..
ليس سرا أنا كاتب هذه السطور هو الجندي "الفار" الذي رجع بإرادته الى احضان جيشه المقدام الحزب الشيوعي العراقي المجيد. لأكون جنديا ومن جديد في صفوفه ما دمت حيا وأن أبقى عضوا فيه حتى مماتي.....
20141106