المنبرالحر

أعمدة الكتّاب / ريسان الخزعلي

قبل سنوات، تم اجراء استفتاء صحافي، حول نوعية الصفحات والمواضيع التي يطالعها المواطنون من قراء ومتابعي الصحافة اليومية في العراق، قبل غيرها من مواد هذه الصحافة. وقد تنوعت الاجابات، غير ان المهم واللافت للنظر ان نسبة 54 بالمائة من القراء يفضلون مطالعة الصفحات الاخيرة والاعمدة. من هنا تهتم الصحف بصورة عامة بصفحاتها الاخيرة وتحاول ان تنوع مواضيعها وصورها، كما تولي اهتماماً خاصاً للأعمدة التي تنشر فيها، تبرزها، وتؤطرها بمحددات مستطيلة لاضفاء صفة الاشارة الدالة عليها، ولفت انتباه القراء اليها.
والعمود الصحافي بالقدر الذي يستمتع به القراء ويتابعونه موعداً ومادة، فان الموضوع يحتم ضمن هذا الاهتمام مسؤولية اضافية على كتّاب الاعمدة بأن يكتبوا عن كل ما يشغل اهتمام المواطنين في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية...الخ، وبأساليب واضحة وسريعة التوصيل ومواضيع جديدة بطرق كتابة مركزة. من هنا تبدو الكتابة غير سهلة، وقد يستغرب البعض من القول بأن كتابة مقالة او دراسة او تحقيق لهي اسهل من كتابة عمود، وأعان الله كتّاب الاعمدة اليومية.
توقفت عن كتابة عمودي "بالعراقي" لمدة اسبوعين متتالين بسبب ظروف خاصة بي، غير اني أحسست بأن ثمة شيئاً اصبح ينقصني في الكتابة، رغم اني اكتب الشعر والدراسات ومنغمر بتنقيح مخطوطات معدّة للطبع، ومما عمّق احساسي هذا، وما ادهشني حقاً، كثرة إتصالات القراء من الاصدقاء والمعارف والمتابعين من خلال المكالمات والرسائل الهاتفية وصفحات التواصل الاجتماعي، كما ان موقف هيئة التحرير الجميل في متابعة اسباب الانقطاع، كل هذا وضعني في موقف مسؤولية كتابة اضافي، موقف يحتم عليّ ان اواصل الكتابة ولا أخفي سعادتي بالذي حصل من مواقف واتصالات واستفسارات.
ان الكتابة عذاب والاسترسال فيها مؤلم على حد قول باسترناك، الا ان الكتابة في "طريق الشعب"، كما هو رأي الكثيرين عذوبة وعذوبة.
ومن اطرف ما سمعته من احد الاصدقاء هاتفياً، بالعراقي، ورغم المماحكة الواضحة، إلا ان قوله ذو دلالة:
(خويه ريسان.. مو شفتنه انتابع عمودك، او گمت تتعزز علينه!).