المنبرالحر

ثروات الأحزاب.. قانون الأحزاب!؟ / ئاشتي

«1»
تمضي سنوات العمر سريعا وأنت بين حلمك والمستحيل ترسم أكثر من مثابة للوصول إلى حيث المتحقق الذي تتأمل، لعل المتحقق يؤشر بادرة للحلم الذي ترتجي. فمنذ أن امتهنت حرفة السياسة صار التفاؤل هاجسك الأوحد، وربما تناسيت أو أغفلت حقيقة أن التفاؤل طريق سالكة إلى جهنم عندما لا تتوازن فيها احتمالات الخطأ والصواب. والخطأ فيها مشروع حكاية لا تكتمل روايتها إلا عندما تنفض عن نفسها التعامل مع المُقدس، رغم أن المقدس في أحايين كثيرة طارئ ومؤقت. مع هذا نراه يفرض سيطرته على مجرى الأحداث وكأنه حالة سرمدية لا تتعامل مع الواقع لأنه حالة متغيرة، بل يفترض حالة أخرى يعتقد أنها ستكون، وبين الذي سيكون والمتحقق ترى أحلامك خيولاً هاربة في صحراء قاحلة.
«2»
كثيرة هي البقاع القاحلة في روحك ولكن القاحلة أكثر هي تلك التي تصطدم بجدران المستحيل اللاممكن. والمستحيل اللاممكن في وطننا يتمثل أمام عينيك في كل زاوية من زوايا حياتك، في الشارع والبيت في المدرسة وفي الدائرة الرسمية لمنح الجوازات والجنسية، في مركز الشرطة وفي سيطرات التفتيش، كل شيء في وطنك مشروع بيع وشراء، فكيف لك بتحقيق حلم صباك وشيخوختك؟
«3»
تسأل في أكثر من موقع من مواقع حياتك، لماذا تتبخر تفاصيل أحلامك وتتناثر على قارعة الطريق مثل حبوب الحنطة من كيس فلاح مثقوب..
«4»
مواقع التواصل الاجتماعي تنشر أرقاما تجعل راسك يصاب بالدوران، أرقاما تكاد ان تكون أكبر من ميزانية دولة العراق المصدر للنفط، التقرير يشير إلى أن ما تملكه الأحزاب النافذة في العراق يقدر بمليارات الدولارات وهذا المبلغ موزع بين أربع كتل سياسية، وهنا لا تحتاج إلى سؤال من أين جاءت هذه الأموال لهذه الكتل، لأن الأغبياء قادرون على الإجابة أسرع منك، ولكن الجواب الذي لا تحتاج إلى طرح سؤال بشأنه هو لماذا تعرقل هذه الكتل أقرار مشروع قانون الأحزاب. أكثر وضوحا من شمس الظهيرة في شهر تموز
«5»
تلم أوراقك ضاحكا وأنت تتذكر كيف كنت تجمع تبرعات لحزبك (أعني لحلمك) من الذين هم في الحقيقة أكثر فقرا منك، لعل زهور حلمك الجميل تزهر في صباحات عراقية ندية، كان ذلك قبل أكثر من أربعين عاما، ولكنك ما زلت تسعى لتحقيق حلمك من تبرعات الفقراء لأن تبرعاتهم تجعل الحلم جميلا وأكثر حميمية من مليارات السحت الحرام.