المنبرالحر

مقررات منشورة / قيس قاسم العجرش

انها صدفة حسنة او أن تغييراً في المفاهيم قد جرى فعلاً، تخلصنا نحن الصحفيين وتخلص معنا الجمهور من وزارة اسمها وزارة الناطقية! باسم الحكومة..كانت قد أضافت سطراً آخر لجدار المُحاصصة والتقاسم الوزاري.
إكتفت الحكومة اليوم باختيار ناطق إعلامي باسم رئيس الوزراء، وليس مصادفة أن تم اختياره من الوسط الصحفي الرصين، ليعرف على الاقل معنى اختيار وسيلة إعلام حقيقية ويخاطبها ويميّزها عن تلك التي تمارس أدواراً أخرى تحت غطاء الإعلام السميك.
وهكذا رأينا مقررات جلسة مجلس الوزراء تنشر بالتفصيل، وهو أمر كان يحصل فقط مع المقررات التي تريد لها الحكومة أن تُعلن، بينما كانت أخطر المُقررات تــُتخذ من قبل مكتب رئيس الوزراء بلا إعلان، ولدينا قائمة عريضة وطويلة بمقررات اتخذتها الحكومة السابقة لم يُعلن في لحظتها عنها.
ونحن سعداء أيضاً بالبدء بفهم(العـُرف)الداخلي في مجلس الوزراء ولا اقول(النظام الداخلي) لأن هذا لم يقر كقانون أو كنظام أبداً ولغاية اللحظة.
وقد فهمنا مؤخراً أن تولية وزير بالوكالة عن وزارتين أو أكثر، كما حصل مثلاً مع وزير الدفاع والثقافة معاً، إنما كان يمنح الوزير صوتين في المجلس بدلاً من صوت واحد.
هكذا كانت تجري الأمور، لكننا عرفناها الآن فقط، فلم يكن يخرج علينا أحد ليفصّل هذه المعلومات التي من حقّ الناس أن تعرفها.
الأجدر بنا نحن الصحفيين ألا نوجّه اللائمة للحكومة دائماً في هذا التمنّع والامتناع عن كشف معلومات ليست سرّية أبداً، إنما علينا لوم الذات أولاً، فلماذا لم تبذل الصحافة جهدها من اجل أن تثير هذه الأسئلة الحيوية في بناء الدولة؟
لماذا لم نكن نرى تحقيقات صحفية أو مواد صحفية تسعى لكشف النظام الداخلي(غير الموجود) لمجلس الوزراء؟ بل، لماذا لم تكن صحافتنا خلّاقة للخبر بدلاً من عرض الخبر الوارد والاكتفاء بترديد تصريحات لا تنتهي يُدلي بها النواب؟
الجسم الصحفي وأداؤه يجب أن يخضع لتقييم الناس واستثارة الاسئلة حوله، بالضبط مثلما وجب أن نفعل مع الحكومة، لأن الصّحافة هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لدينا للمعرفة ولإطلاق المعلومات التي من حقّ الناس الوصول إليها (بالمناسبة هذا حق دستوري وليس اعتباري).
يبدو أن الحكومة الحالية ترغب في شيء من التغيير، تغيير في الاساليب والروابط مع الجمهور، فهل ترغب صحافتنا هي الأخرى بأن تطور ذاتها؟ أم ستبقى تعتبر (مطالبة) نائب بطران يجيد الانزواء خبراً يستحق النشر والتحرير؟!