شكرا معالي الوزير / طه رشيد

التفاصيل: نشر بتاريخ الأربعاء, 19 تشرين2/نوفمبر 2014 19:14

لم اقابل وزيرا في العراق طيلة حياتي. ولكني صافحت الكثير من الوزراء خارج العراق ومن جنسيات مختلفة!
وحين تشكلت حكومة السيد حيدر العبادي في الآونة الاخيرة وتم استكمالها بتنصيب الاستاذ فرياد راوندزي وزيرا للثقافة، استبشرنا خيرا لأنه وببساطة، رجل جاء للثقافة من بابها العريض وهو الصحافة، كونه كان رئيس تحرير صحيفة يومية، بالاضافة الى إلمامه بالثقافتين العربية والكردية، واضعا على مكتبه ملف الثقافة العراقية بكل تفاصيلها وإشكالاتها ومنغصاتها ومشاكساتها واحلامها، فاتحا ابوابه للجميع وساعياً الى ردم الهوة التي حُفرت بين المثقف والوزارة كما نقل عنه بعض الزملاء الذين زاروه لتهنئته بتوليه مهام وزارة الثقافة .
واذا كنا لم نشارك في زيارته لحد هذه اللحظة، لا فرديا ولا جماعيا، فاننا كنا نتخوف من ان تحسب الزيارة وكأنها اعلان البيعة له ! وكنا ننتظر ما سيرشح من اخبار عن مشروعه الوزاري، وجاءت الاخبار مسرة، كما قلنا في ديباجة هذا العمود بتبنيه ملف الثقافة العراقية، واضعا الطائفية والاثنية والقومية خلف ظهره.
وجاءت استجابة الوزير السريعة ، لما طرحناه في عمودنا الاسبوعي هذا « نقطة ضوء» الخميس الماضي تحت عنوان « من قتل سامي عليوي؟» وهو قارئ المقام الذي دهسته سيارة شرطة كانت تسير في الاتجاه المعاكس في منطقة الكرادة/ الزوية في العاشر من شهر محرم الحالي ما ادى الى وفاته .
فقد اوصل مدير عام الشؤون الادارية والمالية في الوزارة رعد علاوي الموضوع الى السيد الوزير حال قراءته العمود . وقد وجه السيد الوزير بتقديم منحة مالية لعائلة الفقيد مع رسالة تعزية باسم الوزارة ، وتشكل هذه الاستجابة السريعة على بساطتها علامة مضيئة تنير الجسور المعتمة التي كانت تربط المثقف والفنان والمؤسسات الادبية والثقافية بالوزارة التي ننتظر منها الكثير:
دعم الفنانين والكتاب ومؤسساتهم، اعادة الروح لصالات السينما البغدادية، ترميم المسارح المهدمة (مسرح الرشيد نموذجا)، اعادة النظر برواتب الفنانين وبالأخص منتسبي دائرة السينما والمسرح الذين مازالوا يعانون من نظام التمويل الذاتي ! رغم ان مجلس الوزراء الموقر وافق عام 2010 على تحويلهم على نظام التمويل المركزي ولم ينفذ القرار لحد الان. رعاية الفنانين صحيا على حساب الدولة دون الحاجة الى ان نطرق ابواب هذا المسؤول او ذاك .
تشجيع الفنانين والكتاب والادباء المقيمين في الخارج ووضع برنامج مدروس لتسهيل عودتهم الى الوطن. زيادة منحة الفنانين والصحفيين وجعلها مساوية لما يستلمه زملاؤهم في اقليم كردستان . التنسيق مع نقابة الفنانين والجهات المختصة من اجل اقرار قانون تقاعد الفنانين.
..وهذا غيض من فيض ما ينتظر الوزير والوزارة على ما نعتقد.