المنبرالحر

هور الغموكة في ذاكرة ضابط من القوة العسكرية المهاجمة / خلدون جبر الساعدي *

من عادتي الذهاب كل يوم جمعة الى شارع المتنبي , لأقوم بنزهتي الاسبوعية بين عناوين الكتب وصور أغلفتها الجميلة . في أحد الأيام أستوقفتني صورة شاب ممزق الثياب ومكبل بالأغلال على غلاف أحد هذه الكتب وعنوانه : ( شهادة حية من لهيب المعركة ) لمؤلفه عقيل حبش .
هزني العنوان وأسم المؤلف وأسترجعني الى أحداث قبل أكثر من أربعين عاما مضت , ولمعرفتي الشخصية به على أثر تلك الأحداث وأن كانت لفترة قصيرة , ولكنها كانت مميزة ولا يمكن أن أنساها يوما من الأيام , والتي كانت سببا لمعرفتي وعلاقتي به والتي أعتز بها . أشتريت الكتاب وبعد قراءتي له وجدت أسمي مدونا في الصفحة " 73 " منه , لذا كان لزاما عليّ أن أسجلّ هذه الملاحظات كأحداث تأريخية لما سمعته من روايات خاطئة ومزايدات من البعض أثناء لقاءاتي هناك حول موضوع " جماعة الكفاح المسلح " في انتفاضة الأهوار " القيادة المركزية " للحزب الشيوعي العراقي في سنة 1968 , وكون الأخ عقيل حبش أحد أعضائها , والتي دارت أحداثها في أهوار الناصرية , كوني كشاهد عيان وأحد المشاركين فيها، لا كعضو في هذه الجماعة بل خصما . حيث كنت ضابطا في الجيش العراقي ومنتسب الى قوات مغاوير الفرقة الأولى , والمكلفة بالقضاء على هذه الحركة آنذاك , ومما دفعني أكثر هو قراءتي لرواية " وليمة لأعشاب البحر " لمؤلفها الكاتب السوري حيدر حيدر , والتي يتناول فيها هذه الأحداث ,وبعض الأخطاء الموجودة فيها .
في بداية الشهر الخامس من عام 1968 , صدر أمر من مقر قيادة الفرقة الأولى في لواء الديوانية , الى قوات مغاوير الفرقة المتواجدة هناك الى التوجه الى لواء الناصرية لتنفيذ واجب معين , يتم معرفته وتفاصيله من قبل متصرفية الناصرية ومديرية الشرطة فيها . على أساس هذا الأمر توجهت ثلاث سرايا من المغاوير بأمرة الرائد عبد العال الياسري آمر قوات المغاوير , وفصيل من سرية الاستطلاع متكون من ثلاث ناقلات أشخاص مدرعة الى هناك .... وصلنا في اليوم الثاني الى الناصرية وبعد اتصال بالمحافظ ومدير الشرطة , عرفنا الواجب " القضاء على جماعة الكفاح المسلح " ومايعرفون في حينه " جماعة عزيز الحاج " .
مكثنا في الناصرية لبضع أيام لغرض الاستطلاع وجمع المعلومات واكمال القوة المكلفة بهذا الواجب , حيث وصلتنا من البصرة زوارق بخارية من شرطة الكمارك مع طواقمها لغرض التنقل في هور الحمار , للبحث عن مجموعة الكفاح المسلح , وفوج من اللواء الخامس عشر الموجود في البصرة أيضا كقوة احتياطية وعناصر مديرية شرطة الناصرية . أثناء فترة الانتظار هذه عرفنا أن " جماعة الكفاح المسلح " هو تنظيم شيوعي جديد يؤمن بالعمل المسلح لتغيير النظام متخذا من أهوار الناصرية والعمارة ساحة لعمله , غرضها اثارة وتنظيم الفلاحين هناك واقناعهم بحمل السلاح ضد الحكومة . لهذا قام في الآونة الأخيرة بالهجوم على مخافر الشرطة في منطقة الفهود كما أتذكر وغنم بعض الأسلحة منها .
لم تكن لدى الأجهزة الأمنية في حينها معلومات دقيقة عن قوة الكفاح المسلح ولا مكان تواجدهم ومصادر تمويلهم , الا بشكل عام حيث أنهم يتواجدون في هور الحمار . وبعد التحاق القوة العسكرية المكلفة باكمال الاستطلاع , وضعنا خطتنا بأن يكون العمل : هو تفتيش هور الحمار بواسطة الزوارق البخارية , والعثور عليهم بمساعدة المعلومات المتوفرة والمستجدة من الفلاحين وشيوخ العشائر المتواجدين في المنطقة . لم نتدرب على هكذا واجبات وقتال في مناطق اهوار , لما لها من خصوصيات وصعوبات في التنقل والمناورة وصعوبة الدلالة , وسهولة الوقوع في الكمائن , وعدم توفر الوسائل الخاصة بمثل هكذا واجبات . لم تكن لدينا وسيلة غير الزوارق البخارية الخاصة لمديرية شرطة الكمارك , لهذا عملنا على توزيع قواتنا بشكل مجموعات , مرتبة حسب العدد ونوع السلاح والمسؤولية , وبهذا تمكنا من ترتيب رتل عسكري مائي ان صحّ التعبير يؤمّن الاستطلاع والدلالة والحماية والأسناد وادارة المعركة في حالة حصولها .
بداية العمل.. ناحية الإصلاح كانت نقطة الشروع
منها سلكنا شط " أبو لحية " متجهين الى هور الغموكة , وبعد مشاهدتنا الهور وسعة مساحته وما فيه من نباتات القصب والبردي الحاجبة للرؤيا , وجدنا أنفسنا في متاهة ومحصورين في ممرات بعض منها ضيقة , ولكن ما أن تنفذ منها حتى تجد نفسك في مساحات مائية واسعة وجميلة من ناحية ومخيفة من ناحية أخرى , لأننا لسنا سواحا بل مكلفين بواجب عسكري , وإمكانية الوقوع في كمين .
انتهى اليوم الأول والثاني ونحن نجوب هور الحمار الواسع دون العثور على أي أثر لهؤلاء , وبالرغم من التأييد الواضح من قبل العشائر الى الجيش , حيث كانوا يستقبلوننا بالأهازيج والاستعداد لتقديم المساعدة , لكن كانت هذه المعلومات الاستخبارية المقدمة الينا منهم متناقضة , لذا كان لزاما علينا البحث والتفتيش في كل مناطق الهور الواسعة . في اليوم الثالث نزلنا الهور مبكرين , بحثا وتفتيشا , ابتدءا من الناصرية مرورا بقضاء الجبايش , حتى وصولنا مساءا الى ناحية المدينة التابعة لقضاء القرنة في محافظة البصرة جنوبا . ولم نحصل على أي أثر لهم .
في اليوم الرابع أو الخامس على ما أعتقد وردت الينا معلومة غير مؤكدة تفيد بأن جماعة الكفاح المسلح غادرت مياه الهور الى اليابسة , وهي تتنقل متخفية بين القرى المتواجدة هناك . حينئذ جهدنا في البحث عنهم في اليابسة , مع الاحتفاظ بالسيطرة على حافات الهور المحاذية لمناطق تواجدنا . بعد اعادة تنظيم القوة , وانتشارنا على شكل دوريات مشتركة مع بعض عناصر الشرطة في المنطقة , حصلنا على بعض المعلومات المتناقضة من بعض الفلاحين , دون العثور على أثر لجماعة الكفاح المسلح , لهذا اضطررنا الى الانتظار والمكوث في مكان قرب أحدى القرى فيه .
القبض على عقيل حبش
بحلول الظهر جاءت دورية من الشرطة متكونة من فردين وبرفقتهم شخص ثالث ممزق الثياب , يغطي رأسه بخرقة درءا لحرارة الشمس , وقد بدا عليه الجوع والتعب , ويدّعي بأنه راعي غنم يبحث عن أثنين منها فقدها . أثناء التحقيق معه أصّر على أقواله , ولكن رأس عرفاء الشرطة طلب منه رفع دشداشته للأعلى كاشفا عن أعلى ساقيه . عندئذ صفعه الشرطي وهو يقول : " سيدي هذا واحد منهم ... ألا ترون ن سيقانه بيضاء ... هذا بن ولاية (مدينه ) وليس بن هور أو راعي غنم كما يدعي " . بدورنا انشغلنا بهذه المعلومة وحاصرناه بالأسئلة , وفي نفس الوقت تعرف عليه أحد أفر اد شرطة الناصرية المرافقين لنا ... عندئذ أعترف: " أسمي عقيل حبش وأنا شيوعي هارب من سجن الحلة وليست لي أي علاقة بجماعة الكفاح المسلح " , تمّ بعدها ارساله الى مركز شرطة الناصرية .
ما حدث بعد ذلك ... العثور عليهم واشتعال معركة غير متكافئة
كان تقديرنا للموقف بعد القبض على عقيل خبش بأنه أحدهم وهم حتما على مقربة من هذا المكان , بعد الرابعة عصرا من نفس اليوم وردنا اتصال باللاسلكي الموجود معنا من مقر القوة , يأمرنا بالعودة لعثورهم على جماعة الكفاح المسلح في النهر اليابس الموجود في المنطقة . في أثناء العودة سمعنا تبادل اطلاق النار مما يؤكد العثور عليهم والاصطدام بهم . وصلنا حافة الهور، ترجلنا منفتحين خلف السرية الرابعة مغاوير المصطدمة مع الجماعة المسلحة , وكانت هناك طائرة هليكوبتر تحوم حول أحد المواضع من هذا النهر اليابس والذي عرفنا بوجودهم فيه , حيث اشتدت كثافة تبادل اطلاق النار وتعالت صيحات طلب الاستسلام من قبل قوات الجيش بواسطة مكبرات الصوت الموجودة معهم , ولكن بدون جدوى .
في هذه الأثناء شاهدت طائرة الهليكوبتر تهوي ساقطة الى الأرض أثر صلية موجهة اليها من الموضع المتواجدين فيها . بعد فترة من القتال انقطع الرمي واستسلم من تبقى منهم , وأطلقت اشارة احتلال الهدف من قبل آمر السرية الرابعة المتقدمة عليهم , وبعد دقائق وصلنا الى الموضع المتواجدين فيه , والمتكون من عطفة موحلة في النهر الجاف مظللة ببعض نباتات الطرفة . كانوا مختبئين فيها , وشاهدت ثلاثة منهم قتلى , عرفنا فيما بعد أنهم : المسؤول عنهم خالد أحمد زكي ومحسن حواس ومنعثر سوادي , واثنان جرحى أحدهم مبتور اليد هو عبد الجبار عبد , الذي أراد انقاذ الموضع من الرمانة اليدوية التي رميت عليهم من طائرة الهليكوبتر كما عرفنا لاحقا , لكنها انفجرت بيده مما أدى الى بترها , واخر شاب أسمر نحيل مصاب بطلق ناري في كتفه وطلق آخر في مؤخرته أسفل الظهر , وكان مستلقي على الأرض يعاني من اصابته . جاء أحد الجنود وركله برجله , ولكني زجرت الجندي وأبعدته , سألت المصاب عن اسمه وعمله وهو في هذه الحالة فأجاب : إسمي عبد الأمير وأنا طالب في الخامس الإعدادي وأعمل صحفي في جريدة اتحاد الشعب ... كلمات لن أنساها , وطلب مني سيجارة , ولكوني لا أدخن , جلبت له واحدة من أحد الجنود وأعطيتها له , فأخذ يدخن وهو ممدد على الأرض . أما الباقين فكانوا غير مصابين سلموا جميعا الى الشرطة المتواجدين معنا .
ما جرى لطائرة الهليكوبتر وطاقمها
بعد ذلك ذهبنا لموقع الطائرة الساقطة , فوجدناها مكسورة من الوسط أثر اصطدامها , وقد كونت مع الأرض شكل مثلث , فأخرجنا الطيار ميتا وهو مصاب بطلق ناري في صدره وآخر في رأسه , وكان اسمه الملازم الأول طيار بنوئيل بابيلا أغاسي حسب هويته العسكرية الموجودة في جيبه , وهو مسيحي من أهالي البصرة حسب ما أتذكر , ومعاونه الملازم الطيار يحيى حديث التخرج من أهالي الموصل وكان سالما لم يصب بأي أذى . بعد الإجراءات اللازمة في اخلاء الجرحى والأسرى ونقل القتلى منهم , سلموا جميعا الى الشرطة , وانسحبت القوة الى الناصرية , وكلفت أنا وفصيل من سريتي بالمبيت هناك وحماية الطائرة , حيث جاءت قوة من الشرطة في اليوم التالي لاستلام الواجب , وانسحبنا للالتحاق بوحدتنا ومن ثم في 6 / 6 / 1968 عادت القوة الى مقرها في الديوانية .
في الديوانية مجلس تحقيقي ومحكمة عسكرية واحكام بالإعدام
بعد ذلك علمنا بتشكيل مجلس تحقيقي في مقر الفرقة الأولى في الديوانية للتحقيق مع جماعة الكفاح المسلح , وكان المرحوم الملازم الأول وليد علي حميد المنسوب الى قوات المغاوير آنذاك , أحد أعضاء المجلس التحقيقي , وعن طريقه علمنا أن المتهمين أحيلوا الى المحكمة العسكرية في مقر الفرقة الأولى وحكموا بالإعدام . الا المتهم عبد الأمير الركابي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لتعاونه مع التحقيق . وبعد صدور الحكم من المحكمة تمت كافة الموافقات لتنفيذ الإعدام .
في 17 تموز 1968 , حدث انقلاب البعث وسقط حكم الرئيس عبد الرحمن عارف , ولكن اجراءات حكم الإعدام على جماعة الكفاح المسلح بقيت سارية المفعول . وعلى هذا الأساس صدر أمر من مقر الفرقة الأولى الى قوات المغاوير بالحركة يوم 28 / 7 / 1968 الى الناصرية يقضي بنقلهم بواسطة القطار النازل الى الناصرية , وتحت الحراسة المشددة لغرض تنفيذ حكم الإعدام في مدينة الناصرية كونها منطقة الحدث .
كوكبة تسير شامخة نحو المشنقة
سلمني آمر القوة هذا الأمر كوني أشغل منصب المساعد وأحد الضباط المكلفين بهذا الواجب واستلمنا المحكوم عليهم وهم كما أتذكر :
1 عقيل حبش . 2 عبد الجبار عبد "مبتور اليد " ./ 3 آزاد " كردي القومية " . 4 حسين , جندي هارب لاشتراكه بحركة حسن سريع في معسكر الرشيد كما قال لي حسب ما أتذكر . 5 محمد " شاب أسمر قصير القامة " . 6 أعتقد آخر لا أتذكر اسمه .... جميعهم الا عبد الأمير الركابي حيث كان محكوم عليه بالسجن المؤبد كما ذكرت سابقا .
وصلنا الناصرية في نفس اليوم مع المحكومين , وجئنا بهم الى مركز الشرطة , حيث أودع كل واحد منهم في زنزانة منفردة هيأت لهم سلفا . ربطت الأيدي بكلبجة موصولة بسلسلة حديدية قفلت على باب الغرفة , وصدرت الأوامر بعدم الاتصال بهم من أي جهة كانت غيرنا . بقينا على هذه الحال عدة أيام , والحكم لم ينفذ , باعتباره صادر من الحكومة السابقة , وهناك مشاورات بهذا الأمر كما علمنا .
لم أكن شيوعيا يوما ما ... ولكنهم أصحاب فكر
كنت أزورهم عدة مرات يوميا , ولكنني لا أستطيع الدخول في حديث أو نقاش معهم كما تقتضي الأوامر , الا في زيارة منتصف الليل و ما بعده وبصورة حذرة . وبهذا تكونت علاقة ود وعطف , كانوا يسألونني عن سبب عودتنا الى الناصرية , وهل كانت لتنفيذ حكم الإعدام ؟ خاصة بعد حلاقة رؤوسهم . لكني كنت أجيبهم بالنفي دائما , بالرغم من وجود الأمر الخاص بذلك معي . كنت بعد كل زيارة لهم , أخلو بنفسي , وأنا أتألم لهم , وأدعو أن لا يصيبهم أي مكروه , لا لكوني واحد منهم , لأنني لم أكن شيوعيا يوما ما ولكنهم بشر مثلي وأصحاب فكر ليس الا , ولكن بسبب دكتاتورية الأنظمة السابقة قاموا بهذا العمل . والشهادة للتأريخ , كانوا شبابا صامدين متماسكين غير منهارين مستعدين لمواجهة مصيرهم بشجاعة تامة .
في أحد زياراتي لهم بعد منتصف الليل , قال لي أحدهم وأعتقد أنه " محمد " بأنه يريد شاي أو تمر قبل الإعدام , لأنه لم يشرب الشاي طيلة هذه الفترة , وكان هذا يثير بي الألم لكون الأوامر لا تسمح بإعطائهم الشاي أو السكائر أو أي شيء آخر غير المخصص من وجبات الطعام الخاصة بالسجناء فقط .
تأجيل حكم الإعدام
في 1 / 8 / 1968 وردت الينا برقية من مقر الفرقة الأولى بتأجيل حكم الإعدام والعودة بهم الى مقر الفرقة في الديوانية . وفي 3 / 8 / 1968 عدنا بهم الى الديوانية بواسطة القطار وسلمناهم الى سرية الحراسة هناك , وبعد ذلك التأريخ لم نعرف عن مصيرهم شيء .
في سنة 1970 حصلت لي مشادة مع أحد البعثيين في الوحدة لكوني غير بعثي , نقلت على أثرها الى الفوج الثاني لواء الرابع عشر في الناصرية كعقوبة لي، وفي عصر أحد الأيام وفي شارع الحبوبي ترجل شاب عن دراجته الهوائية , سلمّ عليّ بحرارة قائلا : " رجاء أنت مو ملازم خلدون " , ولما أجبته بالإيجاب , تساءل هل عرفتني ؟ أنا عقيل حبش . فرحت كثيرا وهنأته على سلامته وتذكرنا بعض تلك الأيام العصيبة وأخبرني بأنه وجماعته أفرج عنهم , ودعاني أن أكون ضيفه . شكرته قائلا : " عقيل أنت شيوعي ومن جماعة الكفاح المسلح وأنا منقول الى الناصرية كعقوبة من البعثيين .. وهذا لايتفق بأن أكون ضيفك " .
لقاء ثانٍ في شارع المتنبي
في شهر شباط 2010 , أي بعد 40 عاما وعن طريق أحد الأصدقاء العسكريين من أهالي الناصرية , التقيت بالأخ عقيل حبش في شارع المتنبي ببغداد , وكان يوم جمعة . لم يتعرف أحدنا على الآخر أول الأمر , لما لأثر السنين على ملامحنا , الا بعد الإفصاح عن أسمائنا . هو الآن من الأصدقاء الذين أعتز بهم , حيث كان انسانا جيدا شجاعا مبتسما دائما حتى في تلك الأيام العصيبة .
أدعو له ولجماعته الأحياء منهم كل خير . وان كانت هناك بعض الأخطاء في التواريخ أو الأسماء, فهي بسبب الفترة الزمنية الطويلة, لكن الأحداث كما هي .
ــــــــــــــــــــــــ
* احد ضباط قوة المغاوير للفرقة الاولى في الجيش العراقي، التي كلفت ربيع 1968 بالقضاء على التحرك الثوري في هور الغموكة. وقد كتب شهادته هذه في آذار 2010 لكنه لم ينشرها الا أخيراً في موقع «الحوار المتمدن»