المنبرالحر

لا ترتكبوا الخطأ والخطيئة يا ثوار مصر / احمد عبد مراد

الثوار الحقيقيون لا تأخذهم نشوة النصر الاولى، فالثورة يجب ان تكون مستمرة فليس هناك حدودا لتحقيق اهداف الشعوب فالشعوب تتطلع التقدم ابدا الى امام الى العلى والرقي دوما، ان ثورة مصر حققت الهدف الاول ولكن المنازلة لازالت مستمرة وعلى القوى الثورية اكمال المسيرة و تحقيق كامل اهداف الثورة ، لا يكفي ان يسقط رأس النظام فالاذناب منتشرة في كل مكان وهذه الاذناب كالاخطبوط الذي يعيد بناء اجزائه المفقودة ، ان حلقات الثورة هي سلسلة مترابطة فاذا ما انفرط عقدها ضاعت في مهب الريح ،انتم ايها الثوار عليكم تجنب الخلافات في هذه المرحلة الفاصلة وتحديد المهمة الاساسية التي نزلتم الى الميادين من اجلها وهذه المهمة هي ازالة الحكم الجاهلي الذي اراد لمصر ان تعود ادراجها لحكم القرون الوسطى ،وعليه فلا يجب ان تختلفوا وانتم في وسط المسيرة غير المكتملة فان عدوكم يراهن على اختلافكم وفرقة صفوفكم بينما هو يوحد صفوفه ويعلن امام الملأ تمزقكم .
الثورة لايمكن ان تتوقف بمنتصف الطريق ولا يمكن لها ان توهن او تترهل فسمة الثوار ان يحققوا النصر بخطوات متلاحقة ومتسارعة ومستمرة لكي لا يعطوا لاعداء الثورة فرصة اعادت تجميع وترتيب صفوفهم ومهاجمة الثورة من جديد.
انه لمن المؤسف حقا ان يحل الخلاف والاختلاف من الوهلة الاولى لمحاولة تشكيل ركائز الحكومة الجديدة والاعلان الدستوري الموقت بعد اسقاط حكومة اخوان شياطين مصر حتى تظهر هنا وهناك خلافات بين قوى الثورة لتوظف لصالح القوى المضادة وبما ان الاحداث تتلاحق سريعا وانا اكتب هذه السطور استطاعت قوى الثورة من استعادت التفاهم وتصحيح بعض القضايا المختلف عليها وهذا ما كنا بصدد تصحيحه .
الاندفاعة الجماهيرية المصرية العارمة التي وضعت الحد لحكم الجاهلية الاخوانية كانت الدليل القاطع لوعي وفهم الشعب المصري من الخطورة المحدقة به ومن الهاوية التي ليس لها قرار والتي لو استمرت كما اراد اخوان الشياطين لها لفقدت مصر الحضارة كل حضاراتها وفقدت كل معالمها الثقافية ولفقدت كل جماليتها وسياحتها وادبها وفنها واهرامها وابي هولها وكل معلم انساني وحضاري وتاريخي فيها هذا ما كانت تخطط وتعمل عليه قوى الظلام والتضليل الاسلاموي.. ولنا مناشدة نخص بها شعوبنا العربية ومنها شعبنا العراقي المطالب بالانتفاض على قوى الطائفية والعشائرية من اي مكون اتت وسحقها، نعم سحق الطائفية والطائفيين وبدون رحمة فالشعب العراقي يطمح ويريد ويأمل ان ينام غرير العين.