المنبرالحر

هور الغموكه.. تاريخ وذكريات / ئاشتي

«1»
تعرفُ أنك بين حلمين مثلما أنت بين جيلين، حلم يعدو بك إلى جنة غير مسكونة وجيل يمضي بك إلى دائرة تغرق في ذكرياتها، تلك الذكريات التي يتبنى إشراقها من تمطى جذلا بين أحضان دكتاتور العراق المقبور، لكي يبرهن أنه كان مناضلا من الطراز البلوري، رغم أنه مقتنعا بحقيقته قبل أن يقتنع بها الآخرون، ليس لشيء بل لأنه يمثل قمة انحداره واستخذائه وتجاوبه مع نظام قام بقتل وتصفية ثوار انتفاضة هور الغموكّه...
«2»
التاريخ لا يعرف المساومة مثلما لا يعرف الزيف، فالكثير من صفحاته حاول البعض أن يملأها بأكاذيبه وأسفلته إلا أنه في آخر حلقاته تهشمت كل تلك الحلقات التي صنعها لنفسه، وبقي التاريخ يؤشر بكل لحظاته وساعاته وأيامه إلى مجرى الأحداث وكيفية صناعتها مثلما يؤشر إلى مصداقية الذين ساهموا بالفعل الثوري، لهذا نرى على الذين يتوقعون من أنهم قادرون على تشويه صفحات التاريخ من خلال ادعاءاتهم، عليهم أن يحترموا الدماء التي سفكت وأن تخجل ضمائرهم أمام بطولة الشهداء.
«3»
الذكريات روح من التحدي المتواصل، تزرع في كل ثنايا الروح الرغبة الجامحة على مواصلة الطريق مهما كانت الظروف التي تحيط بها، تجعل المرء يحلق في عالم من الأحلام، يتمنى لنفسه أن يكون أحد أبطال تلك الذكريات، ما دامت تحمل في ثناياها بيادر من الحب العفوي، ذلك الحب الذي ترتوي منه الروح حين تجف ينابيع الفرح في عالم البشر، لهذا ترتسم على محيا من يعيش تلك الذكريات آيات الفخر والاعتزاز لأنها ذكريات سنوات عمره الجميل، ولأنها تبتغي من الحب أن يجعل من تلك الذكريات علامات للفرح القادم من دون ريب.
«4»
هور الغموگه هل هو محطة نضالية مرت بتاريخ الشيوعيين العراقيين؟ أم هو حلم من أحلامهم الوردية التي راودتهم منذ أن تنفست تلك البذرة التي رسمت ملامحها أفكار عامل الثلج، فتواصلت أحلامها دون أن تعرف حلقات تلك الأحلام أي انقطاع، أحلامهم هي قوتهم التي يتجاوزون بها كل صنوف الاضطهاد والقتل والتعذيب.
«5»
(قصتنه أعله حجام الحذر بالهور ويمشي الراگ)
صاحت أخته
لا يا خوي ..لا يا زين..
لا تمشیش راگ الراگ
يا أبن الحره ما يستوحش التفاگ
يا أبن الحره ...لا بد ما تفرخ الگاع
هذا أعراگنه الموصوف للعميان ..وللميتين ..وأوه لكل حزن وفراگ..