المنبرالحر

رئيسهم يشرب الخمرة .. رئيسنا لا يشربها..!/ جاسم المطير

يقال ان ونستون تشرشل كان يلقي خطابا سياسياً تاريخياً ذات يوم من ايام النصف الثاني من عام 1945 ، عن انتصار الحلفاء على الهتلرية الفاشية وهو يرفع كأس الواين الأحمر نخب البشرية المنتصرة جمعاء . فجأة شاهد الناس فتاة جميلة تصعد الى المنصة وهي ترتعش من الفرح والسعادة لتقدم باقة ورد كبيرة الى الزعيم البريطاني تكريما لدوره السياسي والعسكري، لكنه لم يقبل الهدية منتزعاً وردة واحدة فقط، شاكراً الفتاة بأجمل العبارات. لفّ الغموض باقة الورد هذه حتى قيل تفسيره في ما بعد بأن قبول الزعيم لوردة واحدة يعني التقدير والاعتزاز لكن قبول الباقة الكبيرة كلها معناه قبول الرشوة..!
وجّه صحفي بريطاني يومها عتابا إلى الزعيم البريطاني على هذه الواقعة، غير ان تشرشل أكد ان هدية باقة من الورد بقيمة تزيد على جنيه استرليني واحد قد تحمل خمس بويضات من بيوض الرشوة ، تمتد منها الى المجتمع خمس حيوانات من القوارض تحت مناضد الموظفين الحكوميين او فوقها وربما تتمدد اوكار القوارض تدريجيا لتحوّل الدولة كلها الى غابة مليئة بالبويضات السود..!
في بلاد الرافدين بعد عام 2003 وما قبله، لم تكن في الدولة العراقية مجرد (بويضات) الرشوة بل ورثتْ (قوارض) من قادة سياسيين وموظفين إداريين في كل اطراف الدولة العراقية ،القديمة والجديدة ، تعدو هنا وتغوص هناك، لتسلب جميع الطارقين على ابوابها لتمشية أمورهم ، كما فعل أحد حكام المحافظات بقبول (هدية) سيارة أمريكية موديل 2014 من دولة خليجية ..! فهل توجد لدى الرئيس حيدر العبادي مطرقة خاصة يطقّ بها على رؤوس القوارض أم أنه سيقوم بمجرد (عمليات تجميل) في وجه الدولة العراقية ونفخ خدودها فحسب وتغليظ شفتيها كما حال عمليات تجميل وجوه الفنانين والفنانات ..؟ ربما هناك في مؤسسات الدولة من هو أقوى من الرئيس حيدر العبادي بعد ان اصبحت الدولة العراقية الديمقراطية ثملة بالقوارض الهائلة تدور مع نجوم الفاسدين والفاسدات، العابثين والعابثات ببرتقال ديالى وبتمر البصرة وكمأ الانبار وزائري كربلاء..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام:
• مأساتنا أننا نضحك عندما يسيطر الدواعش على نينوى ونبكي على خسارة منتخبنا الوطني بكرة القدم..