المنبرالحر

أجمل ملابس الدنيا نجدها في البرلمان العراقي..! / جاسم المطير

كلمة (هندي..!) ذات معنى خاص في اللهجة العراقية الساخرة.. يلطم مهمازها كل فرد ليس ذكيا . مصطلح ( قابل انا هندي..!) كان يواصل دورانه على لسان المواطن العراقي كلما شعر انه مغبون أو أنه ضئيل في موقف من المواقف..
وصلنا ، اليوم، الى عام 2015 حيث الهند بلاد السند تطورت اكثر من بلاد الرافدين بمليون مرة، وصار الهندي يضرب بوجوده اليومي كل صعوبات الحياة متحدياً الاحجار والرياح على خطى المهاتما غاندي الذي اوجد الاستقلال لبلاده والحرية لشعبه.
في الاسبوع الماضي أنهى الهندي المدعو(آنا هازاري) وعمره (74 عاماً) اضرابه عن الطعام الذي استمر 13 يوما مطالبا فيها حكومة نيودلهي بإصدار قانون يكافح الفساد ويعاقب المفسدين. لم ينه اضرابه عن الطعام الا بعد قرار البرلمان بقبول طلبه وتطبيقه وقد تحول هذا الهندي البسيط الى رمز جماهيري كبير بعمله البطولي وبإصراره على نيل المطالب الشعبية بطرق سلمية حتى ولو بصورة فردية .
بعد انتصاره شرب (هازاري) مشروب جوز هند وعسل، قدمته له فتاتان تقفان تحت صورة كبيرة لزعيم الاستقلال الهندي ماهاتما غاندي. قال هازارى أمام الحشود "الحملة خلقت ثقة و إيمانا بأننا سوف نتمكن من بناء هند خالية من الفساد "، كان هازارى وأنصاره قد رفضوا مشروع قانون لإنشاء (هيئة النزاهة) لمكافحة الفساد قدمته الحكومة أمام البرلمان ووصفوه بأنه غير فعال وطالبوا بهيئة أكثر صرامة .
في بلادنا الطيبة ،العراق، يوجد آلاف الفاسدين.. نهبوا مليارات الدولارات.. سرقوا ثروات ارضنا والمال العام وجميع الاشياء الرقيقة والصلدة، بل سرقوا حتى اوكسجين الهواء العراقي ..لم يكافحهم قانون ولم تعاقبهم محكمة ولم يجرؤ أي واحد من العراقيين حتى الآن لإعلان الاضراب عن الطعام احتجاجاً..!
هل نحن (هنود) بالمعنى القديم حقاً..؟ أم نحن العراقيين مجرد متفرجين على بؤسنا.. لا نجيد الكفاح السلمي ولا الاضراب عن الطعام على الطريقة الهندية ،بل نجيد الغمغمة مع النفس داخل البيت ، نندفع بسهولة مع غضبنا المشتعل معنا الى فراش النوم الطويل حيث يتحدث الرجال والنساء في لياليهم عن أجمل الملابس التي يرتديها البرلمانيون العراقيون والبرلمانيات..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام:
• في البرلمان العراقي: قليلون يتحدثون عن الفساد والنزاهة.. كثيرون يستمعون كالحيتان وأسماك القرش..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ