المنبرالحر

انتباه اوربا.. القادم اخطر! / جاسم الحلفي

خمسة عشر ألف قنبلة موقوته، او يزيد، هو عدد الارهابيين في قوام داعش من غير العراقيين، ستهدد بالانفجار في عواصم الدول التي حملوا جنسياتها عند عودتهم اليها لاحقا. سيرجعون عاجلا ام آجلا الى امريكا واستراليا وكندا واوربا. وسيتكرر الدور الذي لعبه من اصطلح على تسميتهم (الافغان العرب) في مواصلة ارهابهم بعدما انتهت مهماتهم في افغانستان ورجوعهم الى بلدانهم. لذا فان الجريمة النكراء المدانة التي وقعت في باريس يوم 7 الشهر الجاري وراح ضحيتها اثنا عشر صحفيا وعدد من رجال الامن ألفرنسيين هي ليست الجريمة الوحيدة، فقد سبقتها تفجيرات وتهديدات في اكثر من مدينة اوربية.
ان هذه الجرائم لن تشكل خاتمة اعمال القتل والبطش والإرهاب، والقادم اخطر. هاهم الارهابيون يوسعون دائرة معركتهم التي لا تنحصر في حدود العراق، وليس الشعب العراقي هدفهم الوحيد، بل هم فتحوا المعركة الى ابعد مدى، وعلى شعوب الارض مقاومتهم بكل قوة وعزم.
لقد بات قيام نهضة انسانية عالمية واسعة لمحاربة الارهاب، والانقضاض عليه ودحره ، بكل حزم وبدون اي تردد او تلكؤ، مهمة عاجلة غير قابلة للتأخير، نهضة شعبية واسعة تبعد حدود المعركة عن صراع الاردات الدولية والاقليمية، والمصالح الانانية الضيقة على حساب امن واستقرار وسلامة اي مواطن في الارض التي نعيش عليها. انها معركة الانوار ضد الظلام، معركة التقدم ضد التخلف، معركة الحريات ضد القيود، معركة الانسانية ضد كل من يحط من كرامة الانسانية وقيمها.
ان الانسان قيمة كونية كبرى، اينما وجد في باريس او في العراق، لذا اصبح مهماً الانطلاق من المظاهرات المليونية المناهضة للارهاب التي جرت في فرنسا، كقيمة كفاحية عظيمة، اكدت وحدة الشعب الفرنسي وتطلعه الى السلام والاستقرار، ودفاعه عن حرية التعبير. وجاء تضامن بقية العالم معه ليؤكد ان شعوب الارض قادرة على عزل القتلة وتبشيع منهج قتل الانسان وهدر كرامته.
لابد من دعم الشعب العراقي والتضامن معه، وهو يجترح المآثر البطولية، ويقدم التضحيات الجسام، اذ يخوض معارك كبيرة وفاصلة ضد داعش، حيث تتواجد قياداتها وتتحشد قواها وتتركز قدراتها وتنتظم امكانياتها ويُعلن وجودها السياسي متمثلة بالدولة الاسلامية (داعش).
ان اسناد الشعب العراقي اليوم هو باب دحر داعش بالكامل.