المنبرالحر

ترصين الجبهة الداخلية للقوى الوطنية الديمقراطية الحجر الاساس في دحر العدوان / حيدر سعيد

التراجع والانكسار والفوضى والتخبط في مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كانت سمة العقلية السياسية المصابة بمرض الطائفية الاثنية للكتل المتنفذة التي تمسكت بنظام المحاصصة ،لتقود البلاد الى الكوارث والازمات ، تُوجت باحتلال الموصل وغيرها من الاراضي العراقية !! وعلى الرغم من هذه الكوارث ظلت هذه القيادات سائرة في غيها مصرة على توجهاتها الفردية قصيرة النظر دون ان تُشرك المساهمين بالعملية السياسية .
هذا النهج السياسي المتفرد مهد الطريق لوصول المتلونين والانتهازين والسراق الى الكثير من مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسة العسكرية ،مما اضعفها وابعدها عن دورها الوطني ومهنيتها المعهودة ، وهذا ما جعل بعض قياداتها تتخلى عن واجبها الوطني في الدفاع عن حياض الوطن ، في اول امتحان لاخلاصها ، وتُسلم الموصل الى الاعداء وما يعرف بداعش وحلفائها ، التي لم تترك جريمة بحق ابناء الشعب الا وارتكبتها .
ان نظام المحاصصة بهيئة اركانه السياسية القيادية هو المسؤول عن الدماء الزكية التي اريقت لابناء شعبنا ،وعن امواله التي هدرت وسرقت ، وعن كرامة ابناءه التي اهتزت ،
وبعد تلك التجربة المريرة لمسيرة العشر سنوات من تسلط العقلية الطائفية الاثنية ، يستوجب مراجعة حقيقية ،للوقوف على اخطاءها واضرارها، يصاحبها نقد صادق صريح بنًاء ،من خلال مؤتمر وطني يجمع كل القوى الوطنية الديمقراطية المساهمة في العملية السياسية ، لوضع النقاط على الحروف والخروج بالبلد الى بر الامان وباقل الخسائر .
فالجبهة الوطنية الديمقراطية الداخلية هي الاساس في صد العدوان ، وتعبئة الجماهير في المعركة الوطنية ضد داعش وحلفاءها ، وضد الفساد والفاسدين ،
اما العامل الخارجي يبقى دوره مساعدا ليس حاسماً ، فتغيير ميزان القوى لصالح القوى الوطنية وقضيتها العادلة في تحقيق النصر على الاعداء ، يكمن في تماسك القوى الوطنية الديمقراطية وتصالحها الحقيقي من اجل مصلحة ابناء الشعب .
ان تغيير نهج الحكومة الجديدة يعطي رسائل تطمين لابناء شعبنا وقواها الوطنية من انها تسير بالطريق الصحيح ، وفق برنامجها المعلن ، وهذا يتطلب كشف
الالغام المزروعة في هذا الطريق قبل انفجارها !!، ليبقى الطريق سالكاً.