المنبرالحر

طبعة جديدة / قيس قاسم العجرش

نعم..هي ليست سوى طبعة جديدة منقحة ومزيدة وتم إغناؤها بالصور والتوضيحات..طبعة جديدة من (حرب)الآخرين على أرضنا.
لحد الآن، إقتصرت حرب الآخرين هذه على التقليل المتبادل من جهود الآخرين عبر الإعلام والتصريحات.
حرب الولايات المتحدة (الكلامية) مع خصومها التقليديين في المنطقة تصاعدت، خاصة وهي ترى أن جهود 4000 مستشار ومدرّب على الارض العراقية لا يتم التعبير عن العرفان لها كما يجب (أو كما تحب الإدارة الاميركية)، وربما تعوّدت أسماعها على هذه المسألة فلا داعي أن تستغرب نكران (الجميل) الآن!
لان الدور الاميركي كان له دائماً اكثر من وجه وأكثر من ثمن.
في دافوس قال رئيس الوزراء العبادي بالحرف "إننا لن ندفع الثمن لوحدنا كعراقيين" يقصد ثمن الحرب الكونية على الإرهاب. وهذه على حد علمي أوضح مصارحة علنية يقولها مسؤول عراقي عالمياً، خاصة أنه كان بين الجالسين من ما زال يحارب لحسابه الخاص على الأرض العراقية، دول عديدة وليس الولايات المتحدة فقط.
لكن الوزير جون كيري كان له خطاب غرائبي على الضفة الأخرى من الأرض، أرض الوقائع.
قال كيري إن داعش كانت على وشك تهديد بغداد لولا التحالف الذي دعت اليه الولايات المتحدة والذي تمكن من إسناد العراق في اللحظات الحرجة، مرّة ثانية يعود الى خطابه المبطّن تجاه إيران واستبعاد دورها.. ولا يهم، لكنه يقول ايضاً ان جيران العراق يتعاونون مع الولايات المتحدة لمواجهة داعش بكل ما أمكنهم، وهذه مغالطة ثانية، فالدور التركي لم ينتقل من السلب الى الإيجاب إلا في بعض الإشارات الكلامية فقط ..اما على الارض فلا شيء يأتي من تركيا يسهم في الحل .. وسيل الإنتحاريين لم يتراجع قط.
ايران هي الاخرى كرّرت مراراً، إن تحالفاً تقوده الولايات المتحدة لا يعوّل عليه في مواجهة التطرف الإرهابي، لأنها في يوم ما (أي واشنطن) كانت على وفاقٍ مع هذا التطرّف المسلح وكانت تتخادم معه في جذوره.
إذن بكل المقايس هي حرب الآخرين على أرضنا، أما الجثامين الملفوفة بالعلم العراقي والتي تحملها سيارات الشرطة فهي حصراً جثامين عراقية لإخوتنا وأقاربنا وليس بينها أي قتيل تركي او اميركي أو سعودي او غيره.
اتمنى فعلاً ان يكون الحال كما قال العبادي، من إننا لن ندفع الثمن وحدنا...لأن الثمن إن كان قد تم تسعيره بالدم، فهو فادح وينبئ بخسارة لا تقدر.