المنبرالحر

حريق طريق الشعب .. بفعل فاعل! / جاسم الحلفي

نعترف بأن حرق احدى غرف تحرير «طريق الشعب» كان وراءه عمل تخريبي، والمخرب معروف، وعلينا كشفه بكل جرأة، كي لا يستمر باعماله الشريرة في التخريب، وان يوقف عند حده. بالتأكيد ان المخرب لم يكن ضمن طاقم تحرير الجريدة، ولا شغيلتها، ولا حماية المقر، ولا صلة له بالحزب الشيوعي العراقي، لكنه نفذ الى البناية، وهو يتحرك دون رقابة تحمي البلد من عبثه وتخريبه.
فالمخرب هو الاستيراد غير الخاضع لمعايير الرقابة واحتساب الجودة، انه انفلات الحدود التي ليس الارهابيون وحدهم من ينفذون منها، لينفذوا جرائمهم الشريرة بحق الارواح والممتلكات، فهناك ارهابيون يقومون بالجرائم نفسها لكن دون متفجرات وتفخيخ، هم التجار الجشعون، الذين يتحايلون على كل القوانين من اجل تعظيم ارباحهم التي تتهرب من كل مراقبة، وتفلت من احتساب الضرائب، فتجارتهم لا تمر عبر معايير هيئة التقييس والسيطرة النوعية، وهي تفتك بالاقتصاد العراقي، وتسهم في تخريبه وتشترك مع قوى الارهاب في هذا الجانب.
الحريق، كما توقعنا، وكما كشفه رجل الدلائل الجنائية، كان بسبب احدى النقاط الكهربائية التي لم تتحمل طاقتها شاحنة تلفون! وتطاير على اثر ذلك شرارها، وامتد الى الاسلاك وهكذا ليلتهم الحريق الغرفة بكاملها، وكان محتملاً ان يمتد الحريق الى باقي غرف البناية، لولا شجاعة حراس المقر وتفانيهم، والسرعة الفائقة التي وصل بها رجال الاطفاء، الذين ادهشتنا حماستهم وشجاعتهم الفائقة، واستطاعوا إخماد النيران ومحاصرتها، والقضاء عليها.
بطبيعة الحال، ان البلدان التي تحرص على اقتصادها، لم تشهد حرائق يكون سببها نقاط الكهرباء التي تستخدم في بيوتنا، وتمتلأ بها اسواقنا، والتي هي من النوع الرديء جدا، فهناك انظمة مراقبة صارمة في تلك البلدان على جودة البضائع، لكن بلدنا، بسبب الفساد المستشري والفوضى العارمة، اصبح مفتوحا للبضائع السيئة الصنع والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية، فالجشع والفساد لهما نفوذهما على التجارة.
ان كانت شجاعة حراس المقر وشغيلته، ورجال اطفاء الحريق وممارستهم الاستثنائية، من اخمد النيران، وحصر الاضرار في اقل ما يمكن، فان اتصالات الاصدقاء، والرفاق، وتواصلهم، ورسائلهم المعبرة عن اعتزازهم بالجريدة ودورها، شكلت لنا دعماً كبيراً، وتعد احد اشكال التضامن، فكلمة (سلامات طريق الشعب) تكرر ارسالها مئات المرات، تحملنا مسؤوليات مضاعفة ليس فقط لحماية الجريدة، وانما للاعتناء بها، من حيث المواد والتحرير والتوزيع، وكل امر يسهم في تواصلها والارتقاء بها، اليست هي (جريدتك يا شعب) كما عبرت احدى الرسائل!