المنبرالحر

محنة النازحين....توحدنا / د.محمود القبطان

مازالت محنة النازحين والذين يربو عددهم زهاء الثلاثة ملايين تراوح في مكانها,حيث يفتقرون الى ابسط متطلبات الحياة,فلا السكن ولا الطعام ولا المياه الصالحة للشرب متوفرة بشكل حتى ولو بالمستوى الادنى في حين دخلت المافيات على الخط في تفشي الفساد هنا ايضا.ولكن الاخطر هو تفشي الامراض والتي كانت تُعدّ منقرضة في العراق مثل حبة بغداد(اللشمنياسيز)والتي بدأت تظهر في مخيمات النازحين ,ناهيك عن باقي الامراض المعدية الكوليرا والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها.ولكن من اين دخل الفساد حتى في ظل هذه الكارثة الانسانية ومن هم الذيم يقطعون 30% من المنحة الممنوحة من الدولة ان وصلت الى النازحين وما هي الاجراءات التي تطال هذه العناصر المجرمة والتي تعيش على مأسي شعبنا؟
من هنا اجتمعت بعض القوى السياسية والشبابية والمدنية لتطلق حملة ,مبادرة غير حكومية, اغاثة النازحين بكل الوسائل والطرق الممكنة وسوف تستمر هذه الحملة مادام هناك نازحين في المدن العراقية.ومعلوم ان معظم محافظات العراق استقبلت النازحين من المناطق التي دنستها العناصر الهمجية الارهابية من عناصر داعش المجرمة ومن حواضنها والتي وصل اجرامها الى ابعاد لم تألفها الانسانية منذ قرون في حرق البشر وهم احياء عقابا لانسانيتهم وعدم الرضوخ لهم ومباعيتهم,فقد ذهب ضحية هذا الارهاب الاعمى الابرياء من خيرة رجال ونساء وشباب عراقنا الحبيب في المناطق التي احتلتها داعش الارهابية,تعرضت الشابات الى الاغتصاب والسبي والقتل بدم بارد وتدمير التأريخ متمثلا بالمناطق الاثرية والمساجد والجوامع الحسينيات والكنائس وحرق المكتبات بسبب جهلهم للعلم. سوف تستمر الحملة في زيارة للمناطق التي يتواجد فيها النازحون,كما كان من قبل,وتقديم لهم كافة اشكال العون النفسي والطبي والمادي ,حيث يعاني الاطفال والطلبة من مشاكل جمة في فصل البرد الحالي في مقدمتها الامراض وحدوث حالات وفات غير قليلة بينهم وعدم توفر وسائل النقل للمدارس والكليات ان قُبلوا في احداها.
ليس خافيا على أحد ان محنة النازحين لم تأتي من فراغ وانما نتيجة الصراعات السياسية والمحاصاصاتية المقيتة والتي جعلت الاجواء مهيأة للارهاب الداعشي لاحتلال ثلث مناطق العراق وينتشر اخطبوطيا وسراطانيا في المناطق المنكوبة لتتوقف الحياة حيث تدار تلك المدن بشريعة داعش والتي لا تمت الى دين معين بصلة ولتتراجع الحياة في كل جوانبها الى العصور ما قبل الوسطى في حياة بدائية تدار من قبل جماعات لا علاقة لها بالحياة المتحضرة وقد اجتمعوا من كافة انحاء العالم تحت هدف واحد هو ابادة البشر والشجر وتدمير تأريخ الحجر.
كما سوف تتضمن هذه الحملة فعاليات اخرى عديدة منها تظاهرات في مدن عديدة داخل وخارج الوطن واولها في يوم السبت القادم في بغداد دعما للنازحين واحتجاجا لبطأ الاجراءات الحكومية للتخفيف من معاناتهم. وهي دعوة للجميع للاشتراك في هذه الفعاليات والتظاهرات التضامنية اضافة الى تعريف العالم بهذه الكارثة الانسانية والتي لم يقدم العالم المتمدن اهتماما كبيرا كما في حالات عدة سابقة في العالم. وعلى القائمين على هذه الفعاليات ارسال الرسائل الى المحافل الدولية للتعريف بمعاناة النازحين حيث مهما قدمت الحكومة العراقية من مساعدات وعلى بطأها فسوف لن تلبي الغرض المنشود اضافة الى الوضع الامني الذي يشهده العراق الان وملابساته ناهيك ان العراق لم يمر بأزمة نازحين كهذه التي يمر بها الان.
ليكن شعارنا محنة النازحين هي السبيل لتوحدنا من اجل تقديم كافة المساعدات الممكنة وللتخفيف من معاناتهم .