المنبرالحر

ليس بالسلاح المتطور وحده يتحقق النصر !! / حيدر سعيد

الجيش العراقي احدى المؤسسات المهمة التي ترتكز عليها الدولة المؤسساتية في تحريكها للدفاع عن حياض الوطن ضد التهديدات الخارجية والذود عن الاستقلال الوطني ،اضافة الى مهمة الدفاع عن الشعب العراقي في حالة تعرضه الى هجوم قوى الردة والظلام التي تناصب العداء للديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحلم بعودة الدكتاتورية وعقيدتها الفاشية .
لذلك فهذه المؤسسة تبقى جزء من البناء العام للنظام السياسي تتأثر بما يعكسه سياسيا واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ، ولما كان نظام المحاصصة مبنياً على الشك والريبة والتفرد والشخصنة والتحاصص في توزيع المناصب على اساس الولاء للكتلة او الحزب وليس الولاء للوطن وتربته ، ادى ذلك انتشار الفساد والمحسوبية والمناطقية في المؤسسة العسكرية العراقية التي فقدت مبدأ المواطنة والعقيدة العسكرية الوطنية المهنية ، واصبحت كغيرها من مؤسسات الدولة عرضة للتجاذب بين الكتل المتنفذة من جهة والخارجية من جهة اخرى ، مما ساهم في اضعافها وعدم تماسكها في الموقف والرؤية ، وهذا مابرهنت عليه احداث الموصل وما تبعها من هزيمة ، اصابت كبد حقيقة المحاصصة وما جنته ( براقش ) المحاصصة من تشرذم طائفي اثني ،استغله اعداء الديمقراطية والعملية السياسية وفي مقدمتهم (داعش ) وانصاره من بعثي نظام صدام الساقط . ليوضفوه لصالح عملياتهم الارهابية .
ان نظام المحاصصة هو المسؤول الاول عن هزيمة المؤسسة العسكرية كما هو مسؤول عن كل الازمات والهزائم التي لحقت بوطننا وشعبنا ، ولذلك وللوقوف عند هيكلة المؤسسة العسكرية على ضوء النتائج يجب تنظيف هذه المؤسسة المهمة من الفساد والشللية ،ووضع قيادتها بايادي مخلصة امينة تمتلك عقيدة ورؤية وطنية، عركتها سوح النضال الوطني وبرزت صلابتها في الدفاع عن الوطن والشعب ، وقدمت في هذا الطريق الكثير من الشهداء الابطال ، والجيش العراقي فيه من هؤلاء الرجال الاوفياء الكثير ، فقط يحتاج الى قرار وطني سياسي يضع الوطن فوق الطائفية والقومية والحزبية ، ينقذ المؤسسة العسكرية ، اعتماداً على المهنية وروح المواطنة والاخلاص لتربة هذا الوطن .
لذلك فان ادخال السلاح المتطور للمؤوسة العسكرية بالرغم من ضرورته ، في محاربة الاعداء وفي مقدمتهم داعش الارهابية ، الا ان ذلك يحتاج الى جيش يبنى على اساس مبدا المواطنة ، لديه خلفية وطنية يضع الوطن وحده في قلبه ، بعيداًعن الطائفية والتكتل والتحزب ،وهذا ما سيجعل المؤسسة العسكرية منيعة قوية تتصدى بحزم للاعداء على مختلف صنوفهم الخارجيين والداخليين .
وكما قال الشاعر العراقي المناضل مظفر النواب في العلاقة الجدلية بين السلاح والانسان الذي يقف خلفه :
( ولست ابرئ الا الذي يحملُ البندقية قلباً
ويطوي عليها شغافه )
نعم فاعلية السلاح تبدأ من الانسان المسلح بالعقيدة الوطنية الذي يقف خلف السلاح بشغاف قلبه ، وبدون ذلك لايمكن لنظام المحاصصة الطائفي القومي ان يبني مؤسسة عسكرية وطنية مهنية بمستوى تحديات اليوم .