المنبرالحر

على الطريقة الأميركية / قيس قاسم العجرش

آلاف الأميركيين دفعوا حياتهم ثمناً في العراق، وضعفا هذا العدد أصابهم عوق دائم ، كما دفع كل مواطن أميركي مبلغاً يقارب 3000$ من أمواله الخاصة تسديداً لفاتورة الحرب في العراق طوال 10 سنوات من الوجود العسكري الأميركي.
إن كنا نقول أن التدخل الاميركي تم (حينها، قبل 12 عاماً)، فقط من أجل العراقيين فإنها سذاجة. وإن كنا نقول بعدم وجود تغيير إيجابي في حياة العراقيين من العامة فذلك إنكار لحصيلة كل ما فعلوه منذ عام 2003 الى الآن وقبول باستمرار كارثة الدكتاتورية.
لخص احد الكتـّاب مشاعره تجاه الدور الأميركي كالتالي: انا كعراقي، اشعر بالإمتنان للقرار الشجاع الذي اتخذه الرئيس بوش بإزاحة نظام الطاغية عن صدور العراقيين، وممتن أكثر للقرار الامريكي الأكثر شجاعة بالانسحاب من العراق وعدم البقاء عسكرياً بأي شكل من الاشكال.
لكن الموضوع اليوم لم يعد متعلقاً بوجود الطاغية أو محاربة فلوله المتبقية.
حكومة الولايات المتحدة، التي يرأسها أوباما، تعلم عن يقين أن العراقيين يقاتلون اليوم إرهاباً عالمياً واسع النطاق، ونيابة عن كثير من دول العالم المنتفعة من هذا القتال.
العراقيون يقاتلون اليوم منظومة دولية كبرى لجمع الإرهاب وتحشيده تمتد حول العالم، ولم يعد الأمر يتعلق أبداً بدكتاتور أزيح عن السلطة.
العراق هو الساتر الأول في جبهة مقاتلة الإرهاب السافر.
ومع هذه الحقائق، تودّ حكومة أوباما أن تجري الامور بهدوء وبنضج يأخذ وقته الكافي، حتى مع الوجود المستفز والإجرامي لعناصر داعش على الأرض، و حتى مع كونهم يحتلون جزءاً من العراق لتشكيل كيان يعتاش على مص دماء الابرياء، من العراقيين حصراً.
مع كل هذا، فإن الولايات المتحدة ترى أن على العراق أن ينتظر ريثما يعيد بناء قدراته العسكرية والا يلجأ الى جيرانه ولا يعتمد على أبنائه المتطوعين لقتال داعش، وأن (يصفن!)بانتظار أن تثمر عملية القصف الجوي التي تخوضها واشنطن بمعدل 3-5 غارات يومياً على مساحة شاسعة تعادل مساحة ولايتين أميركيتين.
وهذه باختصار ليست طريقة مقبولة في التفكير من جانب غدارة دولة عظمى.
لم يعد بإمكان جهة دولية الا ترحم ولا تجعل رحمة السماء تنزل!
الإستقرار هذه المرّة يدفع ثمنه العراقيون دماً في ساحة المعركة. وأنا، مثل كل الناس هنا، أرجو أن نقيّم عالياً هذا الثمن وألا نعيد أخطاء الماضي فتذهب التضحيات سدى.