المنبرالحر

ماض حافل .. حاضر مقاوم .. ومستقبل واعد / محمد عبد الرحمن

31 اذار يوم ليس مثل كل ايام السنة. ان له طعما خاصا مميزا بالنسبة للملايين من ابناء شعبنا الذي عاشوا التجربة ، ومن تماهت حياتهم مع مسيرة حافلة بالعطاء والشهادة ، والاصرار على تقديم الافضل للناس ، والوقوف معهم في تطلعهم الى حياة افضل ، تتجسد فيها قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
في هذا اليوم الربيعي ، كان الميلاد المبارك للسنديانة الحمراء التي لا يذكر تاريخ العراق المعاصر والحديث الا ويأتي معه ذكر الحزب الشيوعي ومسيرته الحافلة ، بما رافقها من تضحيات ومآثر وانتصارات، وما صاحبها من ثغرات واخطاء وانكسارات. فتجربته وما راكمه من خبر لم يعودا ملكا للشيوعيين وحدهم ، بل لكل المتطلعين الى حياة اخرى بديلة ، حياة الانتقال من ملكوت الضرورة الى ملكوت الحرية وحيث يشعر الانسان بالراحة والطمانينة والتفاؤل بالمستقبل الآتي .
مسيرة الحزب وتاريخه بناها وطورها منذ 1934 والى يومنا ، حتى غدت طودا شامخا ، ابناء الشعب وبناته واهاليهم ، بل وبدون مبالغة: الجماهير الواسعة التي وجدت في الحزب الشيوعي طوق النجاة لها، والمدافع الامين عن مصالحها ، والمقاتل بعزيمة لا تلين في سبيل حقوق العراقيين جميعا، على اختلاف قومياتهم واديانهم وطوائفهم . هذا الحزب لم يفكر يوما بمصلحة ضيقة ، او مكسب عابر ، بل كانت مصالح الناس والوطن العليا وما زالت همه الاول.
وهو في مسيرته المظفرة يجتهد ، وقد يخطيء. وحتى وان فعل ذلك ، فهو يرى هذا الدرب الاصوب لخدمة الناس ، وعلى الخصوص الفقراء والكادحين. كما انه ، ربما بعكس الكثيرمن الاحزاب الاخرى على اختلاف توجهاتها وتياراتها ، لا يدعي العصمة. وهو يمتلك الجرأة الكافية لتقويم مسيرته واستخلاص العبر والدروس منها ، لتكون معينا له في رحلته المتواصلة وصولا الى ما يسعى له ويناضل من اجله .
على ان الحزب ليس تاريخا فقط ، كما يحلو للبعض ان يقول. فهو حاضر يتفاعل ويعيش هموم الجماهير وتطلعاتها ، ومشاكل الوطن وما يحيط به من صعوبات وتعقيدات جمة ، ناقدا ما يعتور العملية السياسية من اخطاء وثغرات وهنهات ، ومستخدما كافة الطرق المشروعة السلمية والدستورية في دعوته الى التغيير والاصلاح، وتشهد ساحة التحرير ومدن العراق المختلفة على صدقيته وإقرانه القول بالفعل. وقد عاد اليوم ليمتشق السلاح من خلال رفاقه وانصاره ضمن مؤسسات الدولة الشرعية لمقاتلة داعش ، راسما طريق انقاذ البلاد مما هي فيه ، محاربا مقداما ضد ال?ساد والفاسدين.
ولا ننسى ايضا انه هو من اسماه الناس « حزب ذوي الايادي البيضاء».
انه الامل والنور وسط الظلمة التي يريد لها البعض ان تطبق على وطننا .
ان حزبا يتفاعل ماضيه وحاضره ومستقبله مثل الحزب الشيوعي العراقي، لن تخبو انواره ، بل يبقى ألقها ساطعا، يشع على الوطن ، وينير الدروب نحوالمستقبل الوضاء، القادم لا محالة .