المنبرالحر

جرّبوا أن تكونوا شيوعيين / قاسم السنجري

عندما تتفاقم العلل في شخص أو مجتمع ما، يتنادى الاطباء والباحثون لإيجاد علاج ناجع لهذه العلة أو تلك، وهذا ينطلق من منطلق إنساني للحفاظ على النوع البشري من الانقراض بتأثير من الأمراض والآفات التي تصيب المجتمعات البشرية.
والعلل والامراض أنواع أيها السادة، منها ما هو سريري، أو نفسي أو اجتماعي، ولكل علة هنالك مختصون يعكفون على إنتاج امصال وأدوية تحد أو تقضي على الامراض، وقد ابتليت المجتمعات البشرية بآفات اجهزت على الملايين. كما أن الحروب تعد من الآفات التي اجهزت على ملايين البشر وبشكل أكثر فتكاً من أمراض معدية، وهذه الحروب تنتج اما عن فهم خاطئ أو عن مصالح واطماع أو عدم قبول الآخر كالطائفية.
فالطائفية والعرقية من العلل التي ابتلي بها مجتمعنا العراقي، وأدت الى تقسيم المجتمع إلى فئات وطوائف على حساب الهوية الوطنية، وهيمنت حتى على مؤسسات الدولة، حيث تعمل القوى الحاكمة على تقاسم هيئات الدولة ومؤسساتها وفق مبدأ «التوازن» الطائفي الذي سيطيح بأصحاب الخبرات والكفاءات من المستقلين والوطنيين الذين لم يرتضوا ان يحسبوا على حزب أو طائفة.
أكاد اجزم أن هناك الكثير ممن يبحث عن حل لإنهاء الطائفية ولو اتيح لعلماء الامصال أن يتوصلوا إلى لقاح مضاد للطائفية لتبرع الكثيرون دعماً لمشروع إنتاج هذا المصل المضاد، ولكن نقف ويقف الكثيرون منا حائرين أمام هذا الداء المستشري، حيث يعلو صوت الطائفيين على صوت الوطنيين الذين لم يتخلوا عن الأمل في أن يأتي يوم تنتهي الطائفية فيه.
ان المجتمع المحيط بكل شخص يترك أثره البالغ في التكوين الفكري للإنسان، وهو من يحدد مساراته بين أن يكون طائفياً أو وطنياً، ولا بد من منهج فكري سليم لأن يتخلص الإنسان العراقي من الأدران الطائفية التي تطارده وتحاول أن تنغص حياته، وهذا المنهج السليم الذي جعلني أن انظر بموضوعية لكل ما يحدث حولي وينبهني لأن انظر بمنظار سليم، هو منهج الحزب الشيوعي العراقي، الذي لا يفرق بين عراقي وعراقي آخر إلا بمقدار وطنيته ولا يلتفت لطائفته ولا يميز بين عرق وعرق. فالشيوعي العراقي مدرسة في الوطنية والإيثار والمدافع عن حقوق الجميع ويدعو لحفظ كرامة الجميع من خلال دولة مدنية تدار من قبل اصحاب الكفاءات والخبرات والنزاهة.
تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيده الحادي والثمانين، وهو يجدد شبابه في كل ذكرى تمر عليه. وفي كل سنة يزاداد بها عمره النضالي يزداد حكمة واحتضاناً لتطلعات الجماهير بمختلف طبقاتها، إذ يجد نفسه ملزماً بتبني كل المطالب المشروعة ويجتهد بالدفاع عنها. ولو تحلت القوى السياسية عامةً بما اختطه الشيوعي العراقي من منهج فكري وسياسي، لرأينا أن المشاكل السياسية التي هي في الغالب الأعم مفتعلة، ستختفي وتتجه الدولة نحو البناء والنماء، لا أن تنشغل هذه القوى بمشاكل ليس لها طائل ولا يرغبون في حلها. أيها السياسيون جرّبوا أن تكون شيوعيين في منهجكم لا في انتمائكم وسترون: الوطن حراً والشعب سعيداً.