المنبرالحر

افراح داعش !/ محمد عبد الرحمن

عدم الثقة والشك والريبة ، وحالات الانفعال وغياب الصوت العقلاني ، ووضع مصالح الوطن العليا في المجمدة ،والانغمار في المصالح الذاتية والانانية وتقديمها على انها مصالح الشعب او القومية او الطائفة أو المكون .. كل ذلك حين يؤدي الى هذا التطاحن بين الكتل المتنفذة حول اصدار بيان يحدد طريقة التعامل مع المشروع السيء لماك ثورنبيري ، فهو انما يثير فرح داعش واعوانه ، ومن يقف خلفه ، وكل الداعمين له بالقول والفعل ، او بالسكوت على جرائمه . فاذا كان اصدار بيان يسبب الآن كل هذا الشقاق ، فكيف سيكون الامر بعد الخلاص من داعش،?علما ان البعض ، وهو متعدد ، يريد بسيوفه منذ الان فرض حقائق جديدة على الارض .
ان الفوضى الطانبة اليوم تهيء هدايا لداعش لا تقدر بثمن . فامام سيل التصريحات التي يسعى مطلقوها لتنصيب انفسهم في موقع الآمر الناهي، ينهض السؤال: من يمسك بدفة الحكم ؟ وعندما تطلق التصريحات التي تحدد ما لرئيس الوزراء من صلاحيات ، وما ليس له ، ومن جهات غير دستورية ، لا يمكن للمواطن الا ان يقلق على مصير بلده .
ويكبر هذا القلق والمواطن يتابع ما تنقله وسائل الاعلام عن احداث مروعة وجرائم منكرة ترتكب بحق ابناء الوطن من النازحين ، ليصل الامر الى ان تختفي اسر كاملة منهم. فالعديد ، وخاصة في بغداد ، لم يعد في مأمن على حياته، ولكنه لا يدري اين يذهب، حيث ابواب الوطن مقفلة بوجهه خاصة اذا كان من النازحين القادمين من الانبار . اي سعادة تجلب هذه الممارسات لداعش، وكيف اذا كان بعض ابناء الوطن يخير النازحين بين الموت ، او الذهاب الى احضان داعش !
يبتهج داعش، ويحزن الوطن والمواطن، عندما لا يرى الى الان و»رغم خراب البصرة «، خطة متكاملة ، واضحة الاهداف والرؤية لمعركتنا الوطنية الكبرى ضد داعش ، ترسم معالمها قيادة موحدة تتوجه بجد لتفعليل كل العناصر في الحرب على الارهاب ومنظماته . فرد الفعل هو سيد الموقف ، وفيه خسارة اخرى تضاف الى ما سبقها.
الحزن يخيم على خيام النازحين والسواد يلفها، عندما يتناهى الى مسامعهم ان «التوازن « والمحاصصة وصلتا الى درجة فظيعة ، الى الدرجة التي تحدد لهم عدد المقاتلين المسموح لهم بتحرير محافظاتهم ومدنهم، والعهدة على مصدر نيابي مطلع .
فرح داعش يتواصل ، وحزن النازحين يتحول الى مأساة وهم يرون التسويف والمماطلة في تسليح المقاتلين المتطوعين، رغم الاعلانات المتكررة عن البدء بذلك، والمواقف المعلنة المتفهمة والداعمة من لدن من يمسك بزمام الامور ومقاليد السلطة .
وتحاصر المواطن الحيرة من كل صوب وهو لا يستطيع هضم التبريرات التي تساق وتحول دون عودة النازحين الى بيوتهم وقراهم ومدنهم، في العديد من المناطق التي حررت من داعش مثل جرف النصر ، ومدن محافظة ديالى ، وتكريت !
في اجواء كهذه ، وحيث ان احدهم اعلن عن خسارتنا المعركة في بيجي ، يلتقي البعض ويتدارس ، ويا للدهشة والغرابة، ليس ما هو واجب وملح وهو كثير ، بل يعلن انه تم التفاهم على اجراء « التوازن « وضبط اوزان قيراطه! فان حصل خلل ما في هذا فهو اشد مضاضة ، عند هؤلاء المتخمين طبعا ، من استمرار احتلال داعش لمدننا !