المنبرالحر

خلافة بني إرهاب / قيس قاسم العجرش

لم يظهر زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي ولن يظهر ثانية في العلن. تأكدت إصابته بشكل متواتر وما كان التنظيم الإرهابي ليفوّت فرصة تكذيب الجبهة المقابلة له ورفع المعنويات بإظهار البغدادي علناً لو كان ذلك بالإمكان.
أما حسابات داعش في تويتر وفيسبوك ومنافذها الدعائية القوية على الشبكة العالمية فقد رّوجت من اللحظة الأولى لإصابة البغدادي لقبضة "نائبه" المدعو أبو علاء الاعفري. وهذا الزعيم الجديد ليس جديداً بالمعنى الحقيقي فهو من القيادات التي قاتلت منذ التسعينيات في أفغانستان وعاد الى العراق منتصف عام2005 وخرج من معتقل بوكا حيث كان معتقلاً باسم آخر. وهذه المعلومة إن صحّت فهي تعني أن الاعفري قد عاصر كل التحولات التي انتهت الى ولادة التنظيم الإرهابي قبل أن يبتلع القيادات الأجنبية و"يعرقنها"! رغم ان التنظيم لا يعترف بالقوميات لكن الواقع على الأرض يقول أن أصول الإرهابيين ومعرفة القيادات بهم تعني الكثير خلال عملية منح الثقة.
قبل أن تصل القيادات العراقية الأصل الى الخط الأول من قيادة تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" لم يكن بالإمكان إعلان الخلافة ولم يكن متاحاً تحويل الولاء من زعيم القاعدة أيمن الظواهري وتوجيهه الى تنظيم" دولة العراق الإسلامية "الإرهابي والذي كان حديث العهد لحظة خروج القوات الأميركية. ومع هذا، تمكنت "مجموعة بوكا" يدعمها رواج فكرة الأرض الشاسعة المتوافرة للتنظيم خارج سيطرة الحكومتين العراقية والسورية من إعلان ما عرف بـ"داعش" أو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وهنا حصلت نقطة تحول آيدولوجية غيّرت مسار التنظيم وفعله الإرهابي وربما كان هذا التغيير جزءاً اساس من تمدده وقدرته على البقاء والمطاولة.
التنظيم صارت له ارض يحكمها وصار له نوع من أنواع (الشعب)! يتمثـّل في "الموظفين" في التنظيم وعوائلهم والقريبين منهم، صار التنظيم يهدف الى بناء دولة الأمر الواقع.
صار العقل الإرهابي للتنظيم يتفنن في عملية ترسيخ واسعة لوجوده مستغلاً استمرار عدم الانتباه العالمي له وترك العراقيين عملياً يواجهون الإرهاب لوحدهم. أدرك قادة التنظيم أن لا أحد في العالم كله سيدعم العراق في حربه بالضد من الإرهاب من غير أن تكون له أغراض ومطالب محددة أو على الأقل أهداف سياسية يساوم بها أثناء تقديم الدعم.
ومع كل هذا مازالت الولايات المتحدة تشترط عدم اشراك الحشد الشعبي في معارك تحرير الموصل وبالتالي فلا نتوقع منها أن تنفتح على ابداء المساعدة ما لم يدخل شرطها في الحسبان.