المنبرالحر

فتنة كادت تنجح / د.محمود القبطان

أمس في الاعظمية كاد حادثا عابرا ان يؤدي الى فتنة طائفية لا يعلم احد بعواقبها، لكن الجهود لعقلاء القوم ادت الى اخماد ما خطط لها. روايات وتصريحات من الطرفين تبدو للوهلة الاولى غير مقنعة بسبب الشد الطائفي البغيض. الرواية الرسمية تقول انه كان احد ان احد المندسين نشر خبر وجود احزمة ناسفة عندها التجأ الزائرون، السائرون الى الكاظمية احياء لمراسيم وفاة الامام موسى الكاظم ،الى الهيئة الاستثمارية للوقف السني لكن حراس هذا المبنى الرسمي اطلقوا عيارات نارية في الهواء مما استفز الزوار فهجموا على المبنى واحرقوه وكذلك احرقت دور اخرى حيث رمى البعض قنابل المولوتوف الحارقة، لكن لم يُصرّح الناطق الرسمي من أين اتت هذه القنابل الحارقة...وبغض النظر عن ماذا حدث وكيف ومن اين يقول الناطق الرسمي للقوات الامنية ان القوات المرابطة في المنطقة للحفاظ على امن الزوار لم تتدخل...لماذا؟ وماذا كان واجبها؟ تصريح لنواب رئيس الجمهورية والذين لا عمل لهم غير التصريحات النارية وزيارة دول المنطقة بين الحين والآخر صرحوا ،كالباقين ، حول الحدث احدهم طلب التحقيق الفوري ، والآخر وضع الامر بقالب مدبر طائفيا ، والثالث فرح لنجاح القوات الامنية التي سارعت للمنطقة وبارك اخماد الفتنة...وثلاثتهم كانوا ينطلقون من خلفياتهم السياسية .احد نواب البرلمان قال لماذا لم يدن بعض الساسة التفجيرات التي حدثت في مناطق اخرى، لكن السيد النائب لم يعلم ان التفجيرات ، وان يجب ادانتها وبنفس القوة لان الضحايا هم ابرياء بكل المقاييس، لم تحدث في احدى مؤسسات الوقف الشيعي كما حدث امس. المهم وخلاصة الكلام ان الفتنة التي اريد لها ان تحرق الاخضر واليابس فشلت بتظافر الجهود واعتقال اكثر من 15 فردا من المندسين كما سمّاهم السيد ف.ر.عبدالامير الشمري لابد من ان تتوقف كل التصريحات النارية والتي يُراد منها ايضا ان تثير اللهيب السياسي من تحت رماده.. وان يكفوا عن المناكفات السياسية اصحاب "الشأن" وتهويل كل حادثة تقع هنا أو هناك وعلى القوات الامنية أن تكون حازمة وصارمة امام هكذا انتهاكات بغض النظر من اين انطلقت ومن يقف وراءها لان الوضع في العراق لا يحتمل اكثر مما يمر به الان حيث يجب ان تتوحد كل الجهود ضد الارهاب الداعشي-البعثي الفاشي.
د.محمود القبطان