المنبرالحر

سقوط الانبار هل هو مؤامرة للبدء بتقسيم العراق!؟ / حمزة عبد

كُتِبَ الكثير عن الصراعات الطائفية والعرقية وعن المحاصصة المقيتة والفساد المستشري في بلادنا، وفي وضع لا يمكن أن نتصور أن تقدماَ سيحصل، بل وبإعتراف الجميع أن الأمور تسير من السيء الى الأسوأ، ولو كان كل هذا السوء في وضع سلمي لتحمل الناس النتائج وشدوا الأحزمة على البطون بإنتظار الفرج، ولكن المشكلة إن البلد في حرب شرسة مع عدو ليس لديه قيمة للبشر لأنه وعندما يحتل منطقة يقتل ويسبي حتى الاطفال، في حين أن الحروب لها قوانينها الدولية، ومن المتعارف عليها يحترمها المتحاربون كالعناية بالأسرى وتحمل مسؤولية الناس في المناطق التي يتم إحتلالها، ولكن داعش بعيدة كل البعد عن هذه القوانين والاخلاق.
هذا فضلاً عن أن سلاحنا الذي هو وبدون شّك قد بذلت جهوداً واموالا كبيرة ومباحثات وغير ذلك للحصول عليه، هذا بغض النظر عن الفساد الذي جرى في صفقات شراء السلاح، فقد صار هذا السلاح وبالاً، حيث وبدلاً من أن يكون قوة ضاربة بيد قواتنا المسلحة أصبح بيد عصابات داعش كما حصل في الموصل والانبار وأماكن أخرى، حيث تنكسر قواتنا تاركة وراءها أنواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة، الدبابات والعربات وغير ذلك.
ومن المعروف للجميع أن عناصر كثيرة من سياسيين وعسكريين ساهموا بسقوط الموصل والأنبار وربما الأمر محسوم بالنسبة للموصل بأنها مؤامرة لم تكشف تفاصيلها الكاملة لحد الآن، ولكن ما جرى في الأنبار عليه تساؤلات كثيرة حيث وضعت الحكومة خطة تخليص الأنبار وأعلن رئيس الوزراء رسميا ذلك وتم تحشيد الإمكانات العسكرية لذلك وبدأت الاستعدادات في معارك كرمة الفلوجة وكانت أنباء المعارك متفائلة.
وعلى حين غفلة صار الإنهيار وأحتلت عصابات داعش الأنبار وما زالت التساؤلات عن حقيقة ما حدث بدون إجابات، ومن هذه التساؤلات هل القضية هي مجرد معركة عسكرية خسرتها القوات العراقية أم أن هناك ما هو خفي أو غير معلن!؟.
إن إحتلال الأنبار مؤامرة لعبت فيها قوى دولية هدفها تقسيم العراق، والخطة ربما هي العمل على تشكيل قوات محلية مستقلة أو عن طريق تشكيل الحرس الوطني فيما إذا تم إقراره من قبل مجلس النواب والذي سيدعم عسكرياً لتمكينه من طرد داعش من الأنبار وبالتالي من الموصل دون تحديد الفترة الزمنية وعندها ستصبح هذه القوة واقعا موضوعيا يجري التعامل معها دولياً من أجل تحقيق خطة بايدن الهادفة الى تقسيم العراق، وربما الظروف الآن غير ناضجة للتقسيم فسيجري إعتماد الفدراليات وهذا ما يتناغم معه بعض الاطراف الشيعية من أجل تشكيل فدرالية الجنوب.