المنبرالحر

صديقنا السلاح !/ قيس قاسم العجرش

هل تتصورون أن الحلفاء في السياسة لا يراجعون أحلافهم أبداً؟ أو أنهم لا يتنكرون لها؟.. لنتذكر أن ما يحدث في السياسة يشابه الى حد بعيد ما يحدث بين الأفراد في الحياة العامة وتفاصيلها. مع فارق أن السياسة تمتاز بسفور المصلحة وتقديمها أينما وجدت. في الحياة العامة يخون الأصدقاء بعضهم، ويكذبون على بعضهم دون اعتبار الصداقة (طبعاً هذه لا أحد يتمناها) لكنها ليست امراً نادر الحدوث في السياسة.
من ذلك نعرف بالتكرار إن الساذج فقط هو من يؤمن بوجود (صداقات) بين السياسيين والزعماء حول العالم، صداقات بمعنى الإلتزام بغض النظر عن المصلحة. بل إن معظم الحكّام والسياسيين في العالم كانوا أنانيين في مرحلة ما من مراحل صعودهم، ففضلوا النجاح الشخصي على مصالح أتباعهم أو حزبهم أو جماهيرهم. وهناك قصص لا تنتهي في هذا المجال. ليس لأنهم "وحوش" لا إنسانيين بالفطرة، إنما لأن المصلحة وصوتها يعلوان فوق كل شيء.
لسبب ما لم تنفذ الولايات المتحدة كامل تعهداتها بتسليح الجيش العراقي. قد تكون لديها أسباب فيها بعض المعقولية. ولسبب ما سكتت وهي تراقب جيشنا يبنى بطريقة غير رصينة رغم صرف الأموال تلو الأموال. ولسبب ما تحوّلت الولايات المتحدة من راعية لمشروع بناء الدولة الديمقراطية في العراق الى مشروع يرتجي التملّص من ورطة لم تحسب لها الحسبان.
ولمزيد من الإنصاف والدقّة، فإن عدم اكتمال تسليحنا الأميركي وقفت خلفه حكايات كثيرة. لم يُفصح كلا الطرفين (حكومتي العراق والولايات المتحدة)عن الأسباب الحقيقية أو عن الحقيقة كاملة ( كنا سنرضى بنصفها لو قيلت بصدق).
بوابة موسكو للسلاح ليست مركب النجاة الأخير ولا هي الحل المُحمّل بسحر الحسم. في النهاية يجب ان نعترف أن سلاح داعش هو في جزء كبير منه سلاح الجيش العراقي. لكن موسكو هي بوابة ممكنة أهملتها سنوات الفساد وإنتظار موافقات الشريك الاميركي الذي يدرس مصالحه أولاً وقبل كل شيء.
لقد رفضت واشنطن تقديم الدعم الجوي خلال معركة تحرير تكريت لأنها اعترضت على الحشد الشعبي، فهل استبدلت رأيها هذا في ما يتعلق بمعركة تحرير الأنبار ؟..أم إنها تخبئ مفاجئة أخرى؟.خلاصة القول، إن اميركا حليف بطيء للغاية والسبب ان لديه مصالح تستغرقه كثيراً في الحسابات.
لكن العالم لا يخلو من شركاء جدد وسريعين في تلبية الإحتياجات و"قليلي" المصالح، ويمكن كسبهم..أين ذهبت الصين مثلاً ؟ أم إنها لم تخطر على بال أحد؟.