المنبرالحر

برلمان للمعارك الداخلية وليس هناك من يصغي له! / د.محمود القبطان

احداث برلمانية عندما ينظر لها المراقب من خارج قبته تظهر مدى عدم فائدته للشعب الذي نصّبه للتغيير الى واقع افضل من خلال سنّه القوانين التي تبني الوطن والمواطن وتجعله يعيش حياة كريمة حيث هذا يكون همها الاول من خلال توفير التطور وتوفير العمل من خلال قوانينه المُقرّة. لكن ما يحدث اليوم فيه عكس ما تمناه المواطن والذي انحاز وبدون تفكير الى عواطفه الطائفية والقومية والتي وصلت بالعراق الى ما نحن عليه من احتلال حوالي ثلثي اراضيه وتفكك اللحمة الوطنية لابل اختفاء المواطنة والوطنية والاخلاص للوطن من خلال انتشار الفساد بشكل سبق العراق كل دول العالم الآخر في هذا المجال اضافة الى الجريمة المنظمة وتصاعد الارهاب ..يقول المثل عرب وين ..وطنبورة وين...مما يحدث هناك في اجتماعات البرلمان العتيد..
1:تشكيل لجان لا حصر لها ولم تخرج لجنة منه بقرار ملزم ولا بنتيجة تظهر الحقيقة, فهناك ,مثلا ,اللجنة الامنية والتي منذ عام وهي تبحر في "اكتشاف" حقيقة اسباب سقوط الموصل بدون مقاومة وبعد التي و اللتيا وضغوط من هنا وهناك صرح رئيس اللجنة انه توصلوا الى بعض الحقائق وقد استدعوا العديد من القيادات الامنية والسياسية وقد.. اخيرا وجهوا أسئلة الى كل من المالكي والنجيّفي والبرزاني للاجابة عليها تحريريا لانهم امتنعوا عن الحضور.. لانهم ربما هم فوق البرلمان والدستور" لا يعلى عليه" ويقول احد اعضاء الكتلة الكردستانية ان البرزاني ليس له ضلع فيما حدث وانما وجهت الاسئلة اليه للتوضيح فقط..
2 : معركة بالبوكسات وبالآلات الحادة بين بعض الاعضاء بسبب خلاف حول استيزار النائب محمد الدراجي لوزارة الصناعة وسبب الاعتراض هو الطلب بالتصويت الكترونيا بدل رفع الايادي حيث يقف كل رئيس كتلة بطوله لينظر من "يتجرأ" ولا يرفع يديه بعده.. نوع جديد من الديمقراطية العراقية.. علما بأن النظام الالكتروني في البرلمان للتصويت كلف الدولة مليون دولار لا غير لكن استعمال هذه الطريقة في التصويت تتبع التوافقات السياسية وحسب مزاج رئيس البرلمان وحجم الضغوط المسلطة عليه علما انه بعد معركة اليوم القى العديد من النواب اللوم على رئيس البرلمان لانه لم يعتمد التصويت الالكتروني دوما لانهم طالبوه في هذا دوما ايضا.. اليوم الجميع ينادي بهذا بعد فضيحة ضرب احد النواب "المارقين" الذي خرج من التيار الصدري ليلتحق بدولة القانون. معيب هذ النوع من النقاشات والعراق امام عدو شرس والجيش بكل انواعه مع الحشد الشعبي ورجال العشائر يقفون وجها لوجه امام الموت لتحرير الارض من دنس ارهاب داعش .الخلافات الشخصية وليست السياسية ادت الى الضرب بدل النقاش والاستماع الى الرأي ألآخر..
3 : اكتملت الصورة في تزوير احد النواب لشهادته الثانوية, ياخسارة, وصدقت مفوضية الانتخابات على اعتبار شهادة مشعان الجبوري مزورة حسب كتاب رسمي من وزارة التربية السورية وقرر رئيس البرلمان طرد الموما اليه من عضوية البرلمان.. لكن ماهي عواقب التزوير وكيف سوف تحل هذه القضية لم تذكر في قرار البرلمان وهل سوف يتدخل عراب النائب المطرود لحل خلافاته مرة اخرى بتوجيه من اعلى والذي كان له الفضل الكبير في غلق ملفات الجبوري السابقة ليحتل موقع في البرلمان ويتحدث باسم الشعب وان لم يحصل على العدد المطلوب ليكون نائبا؟ ولماذا لا يسأل رئيس مفوضية الانتخابات السابق والذي احتل موقعا في البرلمان كيف صَدّقَ على ترشيحه اصلا ولم يتأكد من صحة الصدور لوثيقة مشكوك فيها؟
4 : احتِلَت الانبار برمشة عين وكأن مشهد سقوط الموصل تكرر وتكررت الاتهامات بين "رجال" الدولة حول السبب والمُسبب لهذا السقوط المدوي وكأنهم لم يتعلموا من مما حدث في الموصل. الملفت للنظر ان في كلتا الحالتين ترك الجيش اسلحته وعتاده ليلعب به داعش كما يريد في وقت كان من المفروض ان يفجروا كل تلك الاسلحة الحديثة والعتاد ان لم اقل يفخخوا اماكنها حتى تنفجر بوجه ارهابي داعش والاخير وعلى الفضائيات يُري غنائمه من الجيش والشرطة العراقية ويحارب بها قواتنا التي التحمت من جديد لتحرر المناطق المحتلة من قبل داعش المجرمة ولكن هل هناك من يحسب كم كلفت الدولة هذه الاسلحة وهذا العتاد في وقت يعيش العراق حربا مع عدو لا يعرف من اصول الحرب غير القتل باسم الدين الجديد دين داعش الاسود ,ومع هذا فهناك من يقول ان على العراق ان يشتري اسلحة جديدة مع العتاد ومع "وعود" امريكا الكاذبة بتطوير قدرات العراق العسكرية لطرد داعش..من يعقل ان امريكا لا تستطيع انهاء داعش بأيام؟ لكنها بضربات "موجعة" تقتل اثنين أو ثلاثة أو عشرة ولكن كيف عرفت بعددهم وهم معلقون في السماء بطائراتهم واذا علموا العدد والاشخاص لماذا لا تنهيهم مرة واحدة أم ان في الامر "إنَ"؟ شراء سلاح وعتاد وتستولي عليه داعش والعراق يشتري مرة اخرى ..هي كدورة عسكرية "اقتصادية" لابد من المرور بها على اغلب الظن لتفعيل عمل شركات الاسلحة واستمرايتها. دخلت داعش بالعشرات من اراهبييها مع عرباتهم وعتادهم الى الرمادي وهم يسرون في صحراء وارض سهلة تماما والطائرات العسكرية الامريكية والمسيّرة لم تراهم لكنهم يرون النمل الذي يسير على ارض المنطقة.
نريد برلمانا ناجحا يقرّ القوانين المعطلة منذ اعوام لانهم لم يتفقوا على المحاصصة فيها ونريد اقرار القوانين التي تهم مصالح فئات واسعة من الشعب المنكوب بحروب لها بداية ولم يرى نهايتها ونريد برلمانا يكون الحوار فيه راقيا بعيدا عن العنف ونريد برلمانا يساند القوات التي تحارب مجرمي داعش وتشد من ازرها وهم يواجهون الموت في كل لحظة ونريد برلمانا يطلب من الحكومة ان تعمل بوزراء غير فاسدين ومهنين يتمتعون بالنزاهة والعلم ليجعلوا من البلاد بلادا في مصاف دول العالم حيث العمل للعاطلين من خلال تشغيل المصانع وتشجيع الزراعة وحماية المنتوجات الوطنية وتقديم افضل الخدمات ليرتقي العراق من بلد متخلف الى بلد متطور مستقل وشعبه يعيش بسلام وامان.