المنبرالحر

من يسمع صرخة الكرادة !/ طه رشيد

من يستمع لصرخاتك ايتها المدينة التي تحتضنها دجلة والمسرح والنصب الجميلة؟ من ينجدك في الوقت المناسب وانت ما زلت تئنين من جراح أبنائك وعوائلك التي لم تندمل بعد؟ شهداء تلو الشهداء ولا من تغيير! حتى ابنها البار، والذي تفتخر الكرادة به كونه المسؤول الأول في الدولة، لم يكن قادرا على نجدتها! أما عضو مجلس المحافظة، ابنها الآخر، صاحب الابتسامة الدائمة، والخلق الرفيع فهو الآخر يحذر الآخرين وهو خائف من أن يكون ضحية مفخخة عابرة كما هو الحال مع الشهيد عمار الشابندر!
المدينة تستغيث وتقول لكم بأن السيطرات وأجهزة السونار الكاذبة لم تعد سوى أداة قديمة - جديدة لخنق آخر نفس فيها ..وهي تسألكم ان كنتم جربتم الانتظار في السيطرات في هذا القيظ.. الكرادة تقول لكم : يا سادة يا كرام سيطراتكم لم تزدنا إلا اختناقا.. سيطراتكم هي وأجهزتها وحراسها أكذوبة كبيرة، لا تنش ولا تهش، وإلا كيف تفسرون هذا العدد من المفخخات التي ما زالت تحصد الضحايا ؟ لماذا اقفلت كل الشوارع الجانبية التي تؤدي إلى أبي نؤاس والشوارع الجانبية الاخرى التي تذهب إلى خارج الكرادة؟ هل تريدون أن تروضوا المواطن على ما هو أ?وأ. . وما هو الأسوأ من أن تروا الشظايا وأشياء الضحايا تنتشر على الارصفة ؟
في اليوم التالي للتفجير الاخير لفندق بابل عبرنا من هناك لتفقد بعض الأصدقاء الذين يسكنون غير بعيد عن الفندق..مطعم الكباب الشعبي الموجود وسط البستان المقابل للفندق كان محطتنا المسائية في أحيان كثيرة.. طمأنني صاحب المطعم، الى أن كل العاملين بخير رغم إحساسه بأن العصف كان أشبه بزلزال هز الكون برمته. المفاجأة ان صاحب المطعم جمع لي بعضا من شظايا الانفجار! لا أعرف إن كان قد فعل خيرا ام لا، إلا أنه حملني مسؤولية أن انقل صرخته : واكرادتاه !
حملني هذا الإنسان الطيب اسئلة، كنت مترددا في طرحها ، لأسباب تتعلق بشجاعة الطرح ومسؤولية الموقف والكلمة، ورفض او قبول الاختلاف، وقناعات تتعلق بالمواجهة والشهادة من أجل كلمة تقال! أسئلة عديدة ابتدأها بجدوى السيطرات، والبحث عن تفسير لدخول المفخخات إلى الكرادة بهذا العدد..يسأل ويجيب بمرارة تشبه الحيرة عن وجود خروقات في الجماعة!طبعا يقصد الحكومة أو الأجهزة الامنية. وأضاف ويضيف: اذا لم تكن هناك خروقات فلنقرأ على الدنيا السلام.. لأن هذا يعني بأن قوى الارهاب من القوة والتمكن حتى وصلنا لنقطة الوقوف عاجزين عن التصدي?لهما. وطرح سؤالا آخر أقرب للتشكيك في تصريحات عضو برلمان ادعى انه كان مستهدفا بالتفجير وقد أخطأوا الهدف.. «للأسف». والكلمة الأخيرة هي كلمة «الكببجي» الذي يعني ما يقول!!