المنبرالحر

وجهة نظر ناقد العولمة يان زيغلر حول لقاء قمة السبعة في المانيا

اعداد: حازم كويي
مرة اخرى تُعقد قمة السبعة الكبار في (ايلماو) جنوب المانيا البافارية والتي ستبلغ كلفتها بحدود 150 مليون يورو.
يان زيغلر عالم الاجتماع السويسري المعروف بمواقفه المناهضة للرأسمالية صرح في مقابلة معه، من ان الكثير من الناس ليست لديهم تصورات واضحة لعالمنا، لكنهم مع ذلك يقولون ان شيئاً ما في كوكبنا يجري بشكل غير صحيح .
في كل 5 ثوانٍ يموت طفل من الجوع، وفي عالم يسيطر فيه 1% على 99% منه، وهذا يجلب عدم الهدوء والاستقرار، واصبح كوكبنا غير شفاف نتيجة دكتاتورية عولمة الرأسمال المالي ، حيث تُعطي لنفسها الشرعية كون ان قوى السوق هي التي تقرر المصائر. لهذا يسيطر الاغتراب وبشكل لايصدق في عالم الديمقراطية ويشعر الكثيرون منهم بحالة الاغماء .
ان هذا النظام لا يتعامل بالاخلاق ، بل ان نتائج سياسة الليبرالية الجديدة الجنونية قاتلة ، فالناس يموتون يومياُ وبمعدل 60 الف انسان. والامر يتعلق هنا بتركيبة العنف التي يجب ان تنتهي ، وستأتي المذابح لاحقاً عندما تنكسر الحواجزمن خلال اتفاقية التجارة الحرة بين اوربا مع اميركا وكندا ، حيث سيجري بعدها توديع الديمقراطية، فهذه الجزيرة الصغيرة والتي تدعى اوربا ستبقى خالدة للمنبع التأريخي لديمقراطية قارة آسيا.
وهناك حقائق على ذلك بما يخص اوربا، فالاطفال هناك يعانون الجوع والموت والذي كان غير موجود قبل عشرات السنين، ففي تقرير لمنظمة اليونيسيف ،تؤكد على ان 12% من الاطفال تحت سن العاشرة في اسبانيا يعانون من تغذية تحت المعدل الطبيعي ، وهذا هو قانون الغاب المتقدم.
واذا كان الناس في اوربا يستطيعون الخروج متظاهرين او مضربين ، ففي بلدان اخرى من العالم العربي مثلاً ،فأن التظاهر هناك يعني الموت ، ولن يكون له احياناً من معنى في ظروف بلدان كهذه تتسم بالدكتاتورية والقمع .
قمة السبعة التي تُعقد اصبحت لا معنىً لها، فالقرارات التي صدرت عام 2007 في (هايلغندام) لم تتحول الى نتائج ملموسة ، وصدرت أوامرَ في القمة ، لكن منبعها كان هناك لدى الاحتكارات الكبرى.
المواضيع التي ستتصدر في قمة (ايلماو) الحالية ، سيكون عرضها مطروحا على مسرح الدُمى، ويجب الانتباه فأن ميركل واوباما قد جرى انتخابهم من خلال الشرعية الديمقراطية، والسؤال ليس هنا، فهما ليسا مغتصبين ، لكن المشكلة هي ان الديمقراطية المُحفِزة قد بنيت على خلفية خفية، الاجتماع هنا للقوى الكبرى ، لكن السلطة هي عند الاحتكارات.
السياسة والاقتصاد مرتبطان مع بعضهما البعض حيث لا يوجد تغيير في تركيبتها .وعلى سبيل المثال اسعار المواد والادوية الطبية ، في غينيا ، سيراليون، ليبيريا التي غزاها مرض الايبولا المخيف، لا تتوفر فيها اساسيات الرعاية الصحية الاولية ،فلاتوجد المضادات الحيوية وبسبب المديونية الكبيرة والفقر والاستغلال لهذه البلدان .
على ميركل واوباما ان يمارسوا دورهم ،ان هؤلاء لهم الحق في الرعاية الصحية وبالممارسة الفعلية ومن خلال تخفيض اسعار الادوية .
هذه هي سياسة الليبرالية الجديدة والتي ليست اكثر من ظلامية جديدة. ومع هذا توجد خطوات جيدة وبشكل لايصدق في المجتمع المدني ، فالذي يحدث هو اذكاء الوعي، سابقاً كانوا يقولون ان الإله اعطانا يدين فقط.
قال الكاتب الفرنسي جورج برنار (يجب علينا ان ُننهي نظام آكلي لحوم البشر).
المجازر تحدث كل يوم اضافة الى الجوع، والانتفاضات قادمة والثورات التأريخية شاهد على ذلك، البشرية لا تتحمل القيود ونحن نقف على اعتاب الانتفاضة التي يمكن ان تحدث سريعاُ ، سريعاُ جداً.