المنبرالحر

تصعيد غير مبرر / د.محمود القبطان

كلما تقترب الاطراف من مسألة الاتفاق على دحر الارهاب وتجهيز الجيش بمعدات حربية متطورة وتقترب ساعات النصر زاد الطائفيون من وتيرة التصريحات النارية، طبعا من كلا الطرفين، محاولة لإشعال نارة جديدة وتبدأ التصريحات المضادة من كل الجهات وتبدأ الفضائيات المختلفة بلقاء المتخاصمين لتصعيد الموقف واساس هذا البلاء هم السياسيون اولا واخيرا.
في 13 حزيران في مؤتمر في كربلاء حضره مختلف الساسة من دولة القانون حيث ركّز المالكي على "المؤامرة" المزعومة من السنة ضد الشيعة بقيادة ضباط لاحتلال بغداد..لأنه ،وحسب قوله، بدأ يؤمن بنظرية المؤامرة، بعد وكت مولانا، ولكنه لم يسأل نفسه من عيّن هؤلاء الضباط ومن كان القائد العام للقوات المسلحة اذا صح خبره؟ ومازال يتعكز على امتلاكه الوثائق مثل ما كان يملكها ضد المدان طارق الهاشمي لمدة ثلاث سنوات وكان ساكتا عليه.. ولم يسأل نفسه لابل لم يكلف نفسه ان يجيب على الاسئلة التي تقدمت بها اللجنة التحقيقية البرلمانية بخصوص سقوط الموصل ناهيك انه رفض الاستضافة ،لم يجيب على تلك الاسئلة إلا اليوم، حسب ما ورد من اخبار .لم يكن في حسبانه ان يقول كيف قتل الارهابيون مئات الجنود الابرياء والذين لم يتدربوا سوى 3 ثلاثة اسابيع ليحشرهم في جهنم الحرب وبدون ضباط شرفاء ليهرب الفريجي وغيره ويقتل الابرياء. اليوم تظهر الاخبار ان النائب عن دولة المالكي خلف عبدالصمد يطالب رئيس الجمهورية بتكليف المالكي النائب الاول بتوقيع مراسيم تنفيذ احكام الاعدام بحق الارهابيين. مرة اخرى يريد المالكي ان يتصدر الساحة السياسية عبر تنفيذ الاحكام والتي يطالب الجميع بهذا المطلب، ويريد ان يضيف لتأريخه حركة بهلوانية سياسية لكسب عطف الجماهير من جديد كما فعلها بتنفيذ حكم الاعدام بصدام والتي مازالت جماعته ومؤيديه يرقصون لها ،على الرغم من تلك الخطة والتي اثلجت صدور العراقيين جميعا، لكنه استغلها لغرض انتخابي ولأنه الان في حكم المنسي سياسيا يريد ان يبقى على المنصة العليا السياسية لهذا الغرض لكي يفوز بأصوات المساكين مرة اخرى اي ابتزازهم ومن جديد دون ان يقول من هو المسؤول الاول في الدولة تنفيذيا لكل الاجهزة العسكرية والمخابراتية حين سقطت الموصل وتبعتها صلاح الدين وديالى ولحقت بها الانبار وكم كلفت العراق هذه الحرب من ارواح من الجنود ورجال الحشد الشعبي ورجال وابناء العشائر وكم كلفت من اموال حيث تشير الاحصائيات ان الجيوش التي فرت من ارض معركة الموصل تركت اسلحة ومعدات حربية متطورة لداعش بقيمة27 مليار دولار...المالكي يريد ان ينفذ احكام الاعدام بعد كل هذه الكوارث على العراق وشعبه بطريقة ساذجة وكأن الشعب العراقي وصل الى درجة غباء من يقوم بدوره قرقوزيا من نواب البرلمان وغيرهم لاستعادة الاصوات التي فقدها الى غير رجعة. ولكن لماذا لم يسأل عبدالصمد نائب الطالباني خضير الخزاعي عندما اصبح رئيسا للجمهورية بالوكالة حيث كان الرئيس يعالج في المانيا لماذا لم يوقع النائب احكام الاعدام بحق المدانين وقتها وهو الوحيد الذي كان باستطاعته تسهيل الامر وحسب طلبات المالكي في وقتها؟ هل من احد سمع ان المالكي حضر مؤتمرا علميا ورعاه لبناء العراق وتطوره؟ لماذا يتعكز على العشائر في كل مؤتمراته ضاربا عرض الحائط تحذيرات المرجعية العليا في التوقف من تبادل التهم وخلط الاوراق وتحريض الشارع طائفيا؟ هل هي صحوة من عبدالصمد الان بخصوص اعدام الارهابيين؟ الى ماذا توصلت اللجان التي شكلها المالكي بخصوص هروب اعتى المجرمين من سجون كثيرة في العراق وماذا كانت اجراءاته في هذا الخصوص؟ هل عدد المدانين وصل من 600 الى 7000 فجاءة والذي نفاه مستشار معصوم؟ لكن الى متى يستمر معصوم بدراسة اوراق المحكومين وقد قالها منذ ان تسلم منصبه؟ لو يوميا قام مساعدوه بدراسة 5 احكام لكان وخلال 120 يوم قد اكتملت دراستها ووقع على قرار التنفيذ من عدمه ويعلنها رسميا حتى يحقق العدل، كما قال لكي لا يعدم برئ. لكن المشكلة كلها سياسية الدولة في حالة سفر دائم، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ونواب الرئاسات الثلاث لم يتواجدوا يوما واحدا كلهم في العراق، ما ان يرجع مسؤول حتى يسافر الآخر وربما لنفس البلاد للتأكد من سير المفاوضات والمحادثات مع سفله لان انعدام الثقة في البلاد هي التي جرت العراق الى هذا المنحى الخطير مفتتا محتلا ومفروضا عليه اجندات لا يستطيع تخطيها من قبل دول الاقليم والعالم المُقاد من قبل امريكا. ماذا يعني التصريح بأمور عسكرية لكل من هب ودب حتى من قبل من سمع خبرا ،على الماشي، كما يفعلها موقف الربيعي بين الحين والآخر، ماذا يفعل بهاء الاعرجي في الحبانية امس هل هو مكلف من قبل القائد العام للقوات المسلحة وهل هو مختص بالأمور العسكرية البحتة لكي يلتقي قادة لهم تأريخ عسكري طويل وهل يستطيع ان يغير الخطط لدحر داعش واعوانهم من البعثين الصداميين؟ ماذا يريد سليم الجبوري من زيارة امريكا في حين العبادي التقاه في امريكا وفي المانيا وتباحثا حول تسليح العراق ودحر داعش ؟مسألة ادانه المالكي اصبحت قاب قوسين او أدنى حيث صرح احد رجال الدين من النجف بضرورة تقديم المالكي للمحاكمة على ما سببه من كوارث بحق العراق وشعبه. اذا كان بريئا فليكن وليقدم اسماء مسببي احتلال اكثر من ثلث العراق من قبل داعش. من جديد يصرح علي غيدان بأن المالكي هو من اوعز بانسحاب القوات من الموصل وترك اسلحتهم...تصريح غاية في الخطورة يمكن تفسيره بعدة اتجاهات: ان مستشاريه قالوا له الانسحاب افضل جراء حجم القوة المهاجمة الكبيرة والحفاظ على القوات سالمة، وقد يكون تسليم الموصل بأسلحتها يحرج الاكراد ويخفف من مطالبهم، وقد يكون احراج تركيا لنفس الغرض لان اطماعها في الموصل مازالت تسيل عليها اللعاب واخيرا قد يكون الحقد على العسكريين من الموصل هو ما جعل احتلال الموصل افضل من بقائها بأيادي "المصالوة" ولكن السحر انقلب على الساحر. وقد اخبر علي غيدان احد ضباطه الكبار، كما قال قائد الفرقة 12 العميد الركن محسن ...:العراق كله ساقط وليسقط الجانب الايسر، فأين الحقيقة من اقوال غيدان وكنبر والغراوي...لابد من اللجنة البرلمانية التي يقودها الزاملي منذ حوالي العام، الغير مختص، ان تحيل كل الملف الى القضاء العسكري لإحالة كل المسؤولين في هذا الملف ولا منصب يحمي احد مهما كان رفيعا لان العراق ارفع واعلى من الجميع الذين باعوه.