المنبرالحر

السيدة العظيمة يوكانينغ / قيس قاسم العجرش

إسمه "بريت يوكانينغ"، شاب الماني بدأ يتواصل عبر الإنترنيت مع حملة باسم "إقرأ" يقودها دعاة مسلمون ألمان، يجتمعون في احد المساجد ويتبادلون فيها مطبوعاتهم التي يوزعونها مجاناً. دخل هؤلاء في احتكاك مع السلطات الالمانية بعد تظاهرة لهم ، كانت تتضمن شعارات الموت والتحريض على القتل تجاه قوميات ، بحجة ان تلك الدول متورطة بالصراع في سوريا.
إنتقل يوكانينغ الى مرحلة أخرى من الترابط مع هذه الجماعة أدت به في النهاية الى رحلة "دعوية " نظمها شخص يدعى "إبراهيم أبو ناجي" شرقي الأصل وعنده جنسية اوروبية. أخذته هذه الرحلة الى تركيا ليلتقي في مدينة غازي عينتاب ببعض "الأخوة"! الذين يقودهم شخص أسمه " ابو دجاني المحالي".
ثم عاد الى المانيا ليشترك في المزيد من العمل لترويج الدعوة السلفية ضمن نطاق الانترنيت، ولينصهر في النهاية ضمن ما يعرف بالوكالات الالكترونية لخدمة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي"داعش".
ولم يمر وقت طويل على هذا النشاط، حتى لقي الشاب مصرعه في سوريا واختفت جثته تحت الانقاض.
لكن والدته السيدة "يوكانينغ" لم تندب حظها، ولم تجلس مولولة على إبنها الفقيد. إنما بدأت بعمل رائع ومهم للغاية. فقد باشرت بملاحقة قضائية لكل مرحلة من مراحل غسل الدماغ التي تعرض لها ولدها.
لغاية الآن اقامت سبع دعاوى قضائية ضد أشخاص ومؤسسات، تقول إنهم سهّلوا عملية إنتقال ولدها الى صفوف الإرهاب، إما عبر لامبالاتهم و إما عن عمد.
من بين هذه الجهات بلدية مدينة هامبورغ، التي رفعت السيدة يوكانينغ دعوى قضائية ضدها، خلاصتها أن المسجد الذي كان ابنها يتردد عليه صدرت عنه تحريضات على العنف والقتل تستهدف شعوباً بأكملها، دون أن تفعل البلدية ما يكفي لمنع هذا الفعل الشرير.
وشملت السيدة بدعاواها القانونية وزارة الخارجية الألمانية، التي اتهمتها بعدم تقديم النصح لمواطن الماني(هو إبنها) حتى عندما علمت انه يروم السفر الى منطقة غاية في الخطورة، بل قامت بتجديد جواز سفره دون أدنى سؤال عن سبب سفره المتكرر الى تركيا، رغم انه مسجل ضمن العاطلين عن العمل ويتقاضى لهذا السبب معونة حكومية.
السيدة يوكانينغ شكلت في معركتها المشرفة فريقاً يتلقى الدعم من منظمات السلام ومحاربة التطرّف والتشدد، وغاية هذا الفريق هي القاء الضوء على المسؤولية القانونية للحكومات الأوروبية ،التي تتفرج دون حراك على عمليات التجنيد التي يقوم بها انصار لداعش في الأوساط الاوروبية.
كم ياترى تستحق هذه السيدة من الإحترام والتقدير والتثمين، وهي منغمرة في عملها الذي هو أفضل في نتائجه من ما يقوم به التحالف الدولي ضد داعش!