المنبرالحر

افعال مدانة !/ محمد عبد الرحمن

ليست هي المرة الاولى التي يحصل فيها اعتداء آثم على مقر اتحاد الادباء والكتاب، او على مؤسسات ثقافية وطنية اخرى، في بغداد والمحافظات.
والمعتدون، رغم انهم ملثمون، معروفون جيداً للسلطات الحكومية، بل ومعروفون لكثيرين من الناس.
كما انهم، وهم يقومون بهذه الجرائم عن عمد وضمن منهج اصبح واضحا للداني والقاصي، اصحاب مشروع ظلامي يريد ان يحبس الناس انفاسهم . والذرائع هنا جاهزة، وهي تشكل مصادرة بقوة السلاح لهيبة الدولة ودستورها وقوانينها النافذة. انه التحدي لمؤسسات الدولة والحكومة ووزاراتها الامنية قبل ان يكون موجها ضد الادباء والكتاب والشعراء، من خلال استهداف مؤسستهم الجامعة لهم.
كان الاعتداء فعلا لاأخلاقي، وغير مبرر بكل الاعراف والقوانين والقيم. فان كانت هناك مخالفة ما، فليس بهذا الاستعراض للقوة تعالج. ثم من خول هؤلاء اخذ القانون بأيديهم وتطبيقه كيفما يشاؤون، وعلى هواهم ومزاجهم؟
ان كل حديث عن التوجه الى بناء دولة مؤسسات هو عبث في عبث مع استمرار هذه المظاهر والظواهر الشاذة، التي لا نجد لها مثيلا الا في قلة من الدول، فقدت القدرة على ان تكون دولا بالمعنى المعروف والمتداول.
وان ما حصل، وما سبقه من ظواهر يراد لها اطفاء الضوء في نهاية النفق، لا تثير الا القلق على مآل الامور، والا السؤال الكبير: ماذا لو تمكن هؤلاء من فرض مشروعهم الظلامي؟ قد يقول قائل انه اعتداء ومثله يحصل العشرات، وهو لا شيء مقابل ما يقوم به داعش من ارهاب وقتل وهدم وتدمير. والجواب بسيط: هل داعش هو المعيار والمقياس؟ واذا كان كذلك فلماذا اذن نحاربه؟!
دأب الظلاميون والقتلة واصحاب مشاريع الهيمنة والتسلط، على فرض الرأي الواحد وتنميط فكر الناس وضبطه تحت تهديد السلاح. وهذه كلها عناوين وممارسات وافعال مدانة، وان التصدي لها واجب، ومطلوب من الدولة والحكومة القيام به قبل اي شيء آخر. فمن صلب مهامها ان تحمي الناس وتصون ارواحهم وممتلكاتهم، وان توفر الحماية للمؤسسات العامة والخاصة.
ان مثل هذه الافعال المشينة يجب ان تطوق حالاً، ويتوجب الحؤول دون تكرارها.
ولا حاجة الى ان نضيف انها في حالة استفحالها، فان نيرانها قد تصل حتى الى المنطقة الخضراء!