المنبرالحر

ارتياح .. ولكن !/ محمد عبد الرحمن

لاقى الاعتداء الآثم على مقر اتحاد الادباء والكتاب في بغداد ، ادانة واسعة في داخل الوطن وخارجه . ووقفت اوساط عدة منددة بالجريمة لكونها انتهاكا فاضحا للحريات ومصادرة للقانون ولدور مؤسسات الدولة واضعافا لهيبتها . والاعتداء اشّر ،على نحو كبير، الدور الخطر الذي يمكن ان تقوم به جماعات مسلحة منفلتة ، خارجة على القانون والدولة ، نصّبت من نفسها حكما على الناس ، مسلطة سيوفها على رقابهم .
ومن اللافت الى الاهتمام الزيارات التي قامت بها وفود تمثل رئاسة الجمهورية والوزراء وقيادة عمليات بغداد وهيئة الحشد الشعبي وبعثة الامم المتحدة في بغداد ، وعدد من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية .تلك الزيارات التي عكست احساسا بالخطأ الفادح الذي ارتكب ، والفعل المشين الذي لا يستطيع احد الدفاع عنه ، خصوصا ان قيادة اتحاد الادباء ،كما اتضح وشعورا منها بالمسؤولية وتحسبا لاعمال الطائشين والمهووسين والمتشديين ، عمدت الى اغلاق نادي الاتحاد الاجتماعي في وقت مبكر قبل حلول شهر رمضان المبارك .فاسقطت حجة تذرع البعض بها?في مرات سابقة .
على ان لزيارة هيئة الحشد الشعبي لمقر الاتحاد وما قاله الوفد الزائر من كلمات تضامنية وادانته الواضحة لهذا الفعل المخالف لكل ما يمت الى الحياة الاعتيادية السوية بشيء ، لها وقعها الخاص لجهة تمييز نفسه عن جماعات واشخاص تتحرك تحت العنوان ذاته وهي تسيء له ولدوره وما يقدمه من تضحيات غالية في التصدي للارهاب وداعش ودعم القوات المسلحة العراقية في جهدها في هذا السياق .
التضامن ، من دون شك ، واسع مع الاتحاد وهو يستحق ذلك لما لحق به من اذى واعتداء جبان من عناصر منفلتة لا تقيم للثقافة والحريات وزنا . وهذا التضامن الواسع في داخل الوطن وخارجه يعبر عن استنكار لهذا القبح ، وهو ايضا يشكل ادانة مسبقة لكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء تقليص هامش الحرية ، وارتكاب حماقات مشابهة .
صحيح ان هذه الادانات قد ولدت ارتياحا ، وشعورا عاما يجمع على رفض هذه الممارسات ، ولكن الامل ما زال قائما في الاقدام على خطوات اخرى ، اكثر ملموسية تتعلق بمتابعة الجناة وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل على ما اقترفوه من جرم مشهود ، وفي ان تتخذ السلطات المعنية ما يحول دون تكراره ، وتحت اي عذر او ذريعة .