المنبرالحر

جادون في القضاء على داعش؟! / قاسم السنجري

هل القوى السياسية جادة في القضاء على داعش؟
هذا السؤال قد تكون الإجابة عنه «نعم» من الوهلة الأولى، ولكن حين نتمعن في المشهد السياسي العراقي، نجد أن القوى المتنفذة في انشغال عن مهمة القضاء على داعش، وأخذت ترمي الكرة في ساحة التحالف لدولي وتستصرخ الآخرين، وخفتت فورة حماسها بعد تطمينات لا ادري من اين حصلت عليها بأن بغداد عصية على داعش. وهذا طبعا ما أريده ويريده العراقيون في أن تكون بغداد عصية على داعش وأخواتها، ولكن ماذا بشأن الأنبار وما تبقى من صلاح الدين.. الموصل بأكملها؟
هذه المدن كلها تدخل ضمن معادلة صعبة، ولا تتوافر على حل في الوقت الحالي، حيث أن القوى المتنفذة لديها ما يشغلها في اقتسام المناصب والمكاسب. فهم يجهدون تفكيرهم بما ستؤول إليه نتائج لجنة التوازن التي تهب المكان المناسب لم لا يستحقه، مشفوعاً بطائفته وحزبه القوي لا بمهنيته العالية وخبرته الإدارية، إذ نجد أن المواقف والبيانات التي صدرت عند تعيين رئيس للوقف السني بالوكالة أشد لهجة من بيانات بعض القوى عند احتلال داعش لمدينة الموصل !
القوى السياسية المتنفذة تبدو غير معنية بأمور النازحين ولا عودتهم ولا تسليح ابناء المناطق التي سيطر عليها داعش، إلا من باب المساومة وما ستدره عليهم من مكاسب، فعلى اطراف محافظة الانبار تقبع مدن مقاومة بذلت خيرة الابناء في صد عصابات داعش ومنعها من دخولها لأشهر عديدة بالرغم من الجوع والحصار وقلة السلاح والذخيرة، فيما تتخاصم القوى المتنفذة على مناصب الهيئات المستقلة، أو تنشغل شخصيات سياسية بمراضاة شخصيات سياسية أخرى اصابها زعل من تصريح أو تلميح من هذا الحزب أو ذاك.
على الخطوط الأمامية يقاتل متطوعون تركوا حياتهم المدنية وانشغلوا بالدفاع عن أراضي العراق إلى جانب القوات المسلحة، في حين تنشغل قوى أخرى باقتراحات لتغيير شكل النظام السياسي في العراق !
أن ما يحدث في المشهد السياسي العراقي هو تشتيت للجهود واضعاف للروح المعنوية للمقاتلين الذين يتصدون لداعش، ويعكس صورة سلبية توضح وبشكل سافر انشغال القوى المتنفذة بمصالحها على حساب تحرير الاراضي العراقية التي خضعت لسيطرة تنظيم ظلامي احرق الحرث واهلك النسل، حي تتحدث المصادر عن أكثر من ثلاثة آلاف حكم إعدام اصدره تنظيم داعش بحق مواطنين من مدينة الموصل لوحدها، تضاف إلى عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها التنظيم في محافظة الانبار وصلاح الدين.
إن مغزى القول، في هذا المقال ليس اضعاف الروح المعنوية، بل سؤال بصوت عالٍ، هل القوى المتنفذة تستحق أن تكون متنفذة؟.. فيما هي لا تبالي بمصير ملايين النازحين والمساحات الشاسعة من أراضي العراق التي اصبحت مطمعا لدول ما كانت تفكر في يوم أن تعبر حاجزاً حدوديا مثبت على خرائط ورقية.