المنبرالحر

الا يكفي يا أردوغان! / قيس قاسم العجرش

مطار إسطنبول، المدينة الجميلة والحديثة والمغرقة في المدنية صار مضافة للإنتحاريين ومحطة أولى للملتحقين بصفوف «داعش» من كل أنحاء الدنيا.
التنظيم يقود الآن جهداً عالمياً الكترونياً لتجنيد إختصاصات بعينها وجلبها الى المناطق المُغتصبة باستخدام أدهى أنواع الإغواء الالكتروني وغسل العقول. وآخر حلقات هذا التجنيد العابر للقارات كشفته السودان إذ تم تجنيد إبنة المتحدث باسم الخارجية السودانية ضمن مجموعة وصلت الى مطار اتاتورك كي تلتحق بداعش،.. «داعش» هذه ليست في تركيا، إنما في العراق وسوريا.
الدبلوماسي والوالد المكلوم هرع الى نفس المطار في محاولة يائسة لإنقاذ إبنته الطالبة في إحدى مراحل كلية الطب والتي صادف أن وقعت فريسة للتجنيد الألكتروني .
وإذا كانت هذه الفتاة واسمها صافيناز قد وقعت في براثن داعش عن طريق الصُّدفة، فإنها ليست صُدفة أن يكون مطار اتاتورك محطة علنية للملتحقين بالتنظيم الإرهابي.هناك قوة دؤوبة عملت مطولاً على أن تحشر الأمّة التركية كلها وتورّطها في إستدامة فضاعات التنظيم الإرهابي الأكثر دموية على وجه الأرض.
لنتأمل فقط تناشز الدولة التركية بحكومة اردوغان حالياً . المطار يتسمى باسم صانع العلمانية الحديثة في تركيا، مصطفى كمال أتاتورك ومازالت صوره تزيين صالات المطار إلا أن حكومة اردوغان ترى في(سلفية)التنظيم الإرهابي ورجعيته محطّة لمصالحها المؤقتة جداً.
عاشت تركيا تسعين عاماً من العلمانية بأقصى مدلولاتها قبل أن يأتي أردوغان ويفلسف نظريّة حزبه الديني ويجعله يلتقي في المصلحة مع تنظيم إرهابي، تنظيم لا يدّعي اليسارية او الثورية أو المدنية..إنما يحمل راية التخلف بأبشع صوره.
تحقيقات الشرطة التركية سبق لها أن ربطت بين بعض الخلايا التي يديرها متطرفون وبين بضعة أرقام للهاتف تابعة لأشخاص عاملين في رئاسة الوزراء التركية. والصحافة المقرّبة من حزب الشعب الجمهوري المعارض لأردوغان سبق لها ان كشفت عن(جرحى)من داعش يتعالجون في مستشفيات غازيعنتاب.
اما قناة روسيا اليوم فقد كشفت بالصوت والصورة عن جمعيات خيرية! لرعاية الأطفال في جنوب تركيا تستقبل رجالاً من مختلف الجنسيات وتوفر لهم ملاذاً ومحطة تدريبية أولى قبل التحاقهم بداعش.
أما الجيش التركي فهو يستعد الآن لملاحقة مقاتلي YPG بعد أن تمكن هؤلاء الشجعان من اجتثاث داعش بنجاح ساحق. ومع كل هذه المراقبة تدّعي السلطات التركية إنها لا علم لها بتسلل عناصر القتل عبر حدودها الى العراق.....حان الوقت لتسمع حكومة تركيا صيحة « كفى»!...فلسنا بالسذاجة التي تلبسونها بإرادتكم.