المنبرالحر

الشيوعية أقوى من الموت / عاصي دالي

يستذكـر الشيوعيون العراقيون في كل عام وفي يوم 3 / تمــوز ثلة من المناضلين متمثلة بالشيوعي حسن سريع ورفاقه الخالدين في معسكر الرشيد الذين أرادوا القضاء على قوى الظلام التي تسللت في غفلة من الزمن لتعبث بمقدرات الشعب العراقي من خلال الإجهاز على ثورة الرابع عشر من تموز 1958 المجيدة بانقلابهم الدموي في الثامن من شباط الأسود عام 1963 والذي جعل الدم العراقي انهاراَ لا لذنب ارتكبوه سوى أنهم أرادوا في ثورتهم نصرة فقرائهم وتحرير بلدهم من نير الاستعمار ونيل استقلالهم الوطني وتحقيق انجازات تاريخية مهمة أدت إلى تحشيد كل أعداء الشعب للاصطفاف والانقضاض على ثورة 14 تموز وجميع القوى المساندة لها. لقد حققت الثورة انجازات خلال فترة قصيرة تفوق ما تحقق خلال عشرات السنين فقد اعلن نظام الحكم في العراق نظاما جمهوريا والخروج من الحلف الاستعماري (حلف بغداد) والخروج من دائرة الجنيه الإسترليني وهذا يعني تحرر البلد من التحكم باقتصاده الوطني وتم أقرار قوانين عدة منها قانون الإصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 وسن قانون الأحوال الشخصية رقم 188لسنة 1959 والذي نظم العلاقات الأسرية وأعطى للمرأة العراقية حقوقها وكذلك تم تشريع قانون رقم 80 لسنة 1961 الذي استعاد بموجبه معظم الأراضي العراقية غير المستثمرة التي كانت تحت سيطرة الشركات النفطية والتي تشكل نحو 95بالمائة من مساحة العراق مما دفع ذلك جميع أعداء الثورة إلى التحالف مع قوى إقليمية ودولية لإسقاطها، وهذا ما تحقق في 8 شباط عام 1963 وتعرض أبناء شعبنا العزيز وحزبهم المناضل الحزب الشيوعي العراقي إلى أبشع حملة تصفية وإبادة يندى لها جبين التاريخ ولكن كل هذه الأساليب الوحشية لم تكن لترهب أبناء هذا الشعب ولم تتمكن من القضاء على إرادته فقد قاد العريف المناضل في الجيش العراقي الشيوعي (حسن سريع) حركة ثورية للإطاحة بالحكم الدموي في 3 تموز 1963 إذ تمكن ومعه فتية من العسكريين لم يكن فيهم ضابط واحد ولم تتوفر لديهم الأسلحة المطلوبة من السيطرة على معسكر الرشيد واستطاعوا اعتقال أكثر من عشرين وزيرا وقياديا من قيادات حزب البعث على أمل أحالتهم للمحكمة واحتفظوا بهم ولم يمسوهم بضرر وكان بالإمكان قتلهم لكن أخلاقهم لم تسمح بذلك، عكس ما قام به الحرس اللاقومي عندما سفك دماء الوطنيين الشرفاء مـن أبناء هذا الشعب بحجة انتمائهم للحزب الشيوعي العراقي أو مجرد الاشتباه بذلك ولكن ظروف الانتفاضة التي رافقتها بعض الأخطاء من قلة الخبرة أدت إلى فشلها وإلقاء القبض على أغلب المشتركين فيها بمن فيهم قائد الحركة المناضل (حسن سريع) الذي أعلن وبكل شجاعة عن مسؤوليته المباشرة عن الحركة وعند وقوفه أمام المحكمة الصورية التي شكلت لمحاكمته وسؤاله من قبل رئيس المحكمة لماذا حملت رتبة ضابط هل تريد أن تكون رئيس جمهورية فقال بكل شجاعة (ما اردت أن أصير رئيس جمهورية أو ضابطاً في الجيش إنما أردت إسقاط حكومتكم وعن حملي رتبة ضابط فأقول كيف تحول عبد السلام من عقيد إلى مشير برمشة عين) مما دفع القاضي الى السكوت والحكم عليه وعلى رفاقه الآخرين بالإعدام رميا بالرصاص وتم تنفيذ الحكم بهم في 17 تموز 1963 وهو يردد القول المأثور (السجن لي مرتبة والقيد لي خلخال والمشنقة ياشعب مرجوحة الأبطال) ثم هتف باسم الحزب الشيوعي العراقي وهكذا قدمت هذه الكوكبة الشجاعة دماءها الزكية لتروي بها ارض الوطن العزيـز.
المجد والخلود لشهداء الانتفاضة الأبطال.
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي.
المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية.
الخزي والعار لأعداء الشعـــوب.