المنبرالحر

وحدة الفكر اساس وحدة التنظيم / خليل الشافعـي

لايمكننا بنـاء تنظيـم سياسـي متماسـك ومؤثر في الوسط الاجتماعـي بدون خطـاب ورؤيـة فكريـة واضحة وموحدة، فوحدة الفكـر المبنية وفق معطيات علمية قادرة على تفسيـر تناقضات الواقع ضرورية لقيـام بنيـة تنظيمية سياسية تمتلك قدرة التاثير والتأثر محققة قناعـة ذاتية وطوعية للمتلقـي وقناعـة المواطن بالخطاب السياسي والثقافي للمنظمة بشكل عام تشكل قوة لهـا وعلى ضوء القناعـة يكون الانتماء ويتحقق التواصل واستقطاب الناس وتوظيف طاقاتهـم بالاتجاه الصحيح لبناء الدولة والمجتمع .
وتتحقـق وحدة الفكـر باعتماد الماركسيـة كمصدر رئيـس واسـاس لفهـم الواقـع والاسترشاد بهـا في كيفيـة التعامل مع معوقات التقدم الاجتماعي ويتعـزز ذلك عبر تفعيـل دور اللجان الفكريـة في المحليات وعقـد الموسعات الدورية لدراسة الظواهـر والاحـداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخروج برؤية فكريـة موحدة تعكـس موقف الحزب من كل هذه الاحداث عبر خطابه السياسي والثقافي وتقدميـة الخطاب في كل جوانبـه السياسيـة والاقتصادية والاجتماعية وتكمن في اعتماده المنطـق العلمي القادر على تحليـل الظاهرة الاجتماعية ومعرفة اسبابهـا ونت?ئجهـا والكيفية التي يتم بموجبهـا تحجيم الظواهر المعيقة لعملية التقـدم وتفعيـل الظواهر التي تساعـد وتواكب التقدم وتنميتهـا. ان خاصية التجريـد التي يتصف بها العلم تجعل من مقولاتـه وقوانينـه بحكم اليقين ولا تقبـل الشك ولا تكون الحرية الا بالعلم لانه يحرر الانسان من الجهـل والمرض والفقر وبالعلـم ينتصـر الانسان على مستغليـه. هذا بالاضافة الى كون حزبنـا يعتمد الواقعيـة والعلميـة في وضـع برامجه السياسيـة والاقتصاديـة ويهتم في الوقت نفسه بالموروث الاجتماعي مستخلصـا منه الدروس والعبر منتفعـا من تجارب الشعوب فالمورو? موضوعـة مهمة في البناء الفكري والتنظيمي لحزبنا فليس هناك انقطاع بين ما هو جديد وماهو قديم فالجديد يولد من رحم القديم عبر صراعات تتصاعد حدتهـا مع الزمن وهذا ما تؤكد عليه الماركسيـة، القديـم يقاوم الجديد بكل ما يختزن من طاقه حتى يبدو وكأنه المارد الذي لا يقهر والجديد يكمن في منطق الحياة والضرورات المستجدة اثر المنجزات العلميـة المتعاقبـة والتي من شأنها تحقيق التراكمات السببية في ازاحة القديم ليبدأ الجديد حراكه مستفيدا من كل ماهو ايجابي ومفيد لحركة البناء والتقدم الاجتماعي مسقطـا كل انواع التمييـز العرقي وال?يني والمناطقـي متبنيـا مشاريع من شأنهـا تحرير المواطن من اغلال العبوديـة والاستغلال، مجاهدا ضد الفقر والجهل مناضلا من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية وضمان المستقبل.
وتضافرا مع مسيرة التقدم لا يؤسس حزبنـا خطابـه السياسي وفق ماهو شائع حيث يسود الجهل والتخلف ولا يستغل مشاعر الناس ولا يستدرج عواطفهـم ، فخطابنا السياسـي يحاور العقل وينمي قدراته التطلعية فهو خطاب عقلاني يحاكي العقل الجمعـي ويمكنه من معرفة اشكالات الواقع وكيفية التعامل معهـا لذا علينـا ان ندرك مسبقا ان خطابنا السياسي الذي ينشد التغيير الجذري هو نقطة تماس بيننا كمنظمة سياسية وبين وعي المجتمع المتحقق عندئذ علينـا ان نشرب من الواقـع رغم مرارته ونتعايش مع مختلف الخطابات ونحاججهـا باسلوب علمـي وحضـاري ونساعـد الن?س في الوصول الى الحقيقـة عبر ارشادهـم لحقوقهـم وواجباتهـم وتنميـة الحس الوطنـي والطبقـي لديهم وان السلطة في النظـم الديمقراطية هي سلطة مصالح لا سلطة معتقدات.
لقد شكلت المادة الثقافية التي اهتم بها حزبنـا في تنظيماته ونشاطاته السياسية والاجتماعيـة عنصر قوة لتماسك التنظيم ووحدته والتصدي للطروحـات الشوفينيـة والطائفيـة اللا انسانيـة. وتميز الشيوعيون بمصداقيـة ما يدعـون وصواب ما ينشدون ، يضـاف الى ذلك النقد والنقد الذاتـي الموضوعة الملازمة لكل ممارسـات الشيوعيين ولها الاثر الاكبر في مسيرة الحزب النضاليـة ونشاطاتـه اليوميـة ، فـالنقـد عند الحزب ليس تعويقـيا او تسقيطـيا بل هو نقد تصحيحـي تنهيضـي من اجـل الارتقاء بأداء الرفـاق ودعـم قوتهـم التنظيميه والفكرية ، لذا فان?النقد والنقـد الذاتـي عنـد الشيوعيـين ممارسـة ضروريـة لتصحيـح الممارسات والمسارات التنظيميـة والتثقيفيـة يصاحـب ذلك الشفافيـة والحوار الديمقراطـي بين البنـى التنظيميـة ما يشكل الاساس المتيـن لصناعـة القرار ولقوة التنظيـم وفاعليتـه، وصواب القرارات وواقعيتـها تزيد من التزام الرفاق بتوجيهات الحزب وبالتالـي يكون حزبنا حزبـا منتجا للمواطنـة الصالحـة ومؤسسـا لدولـة مجتمـع مدني يسودهـا القانون وتسمو فيها الهوية الوطنية.