المنبرالحر

من المسؤول ؟؟/ حمزة عبد

الوحدة بين القوى المتنفذة في إتخاذ القرارات سيدعم الدولة ومؤسساتها في إنجاح خططها وتوجهاتها وخاصة العقدية منها، ولكن كل المؤشرات تؤكد أن لا وجود لهذه الوحدة ويتجسد ذلك في الكثير من المواقف الواضحة فعلى سبيل المثال حالة الحرب التي يعيشها بلدنا مع أشرس قوى إرهابية وهي عصابات داعش، الا تتطلب هذه الحرب من الجميع الإصطفاف وراء قيادة عسكرية موحدة في الخطط والتحرك؟! إن ما نراه لا يؤكد ذلك حيث أن القوى المشاركة في التحرير -إن صح التعبير- في الوقت الذي - نقدر فيها روح الاقدام والتضحية لها - إلا أنها غير منضبطة في الإلتزام بتنفيذ خطة عسكرية موحدة لأنها واقعة تحت تأثيرات متعددة فهناك الحشد الشعبي وقواه المتعددة الواقعة تحت تأثيرات منها داخلية واقليمية، والجيش وإمتداده الطائفي والمناطقي، وأبناء العشائر وارتباطاتهم، إضافة الى الموقف العسكري الأمريكي الذي وكما يقال هو الذي يحدد حركة الطيران ويحدد الأهداف، هذا فضلا من أن الصراع بين القوى السياسية المتنفذة القائم على أشده وأجواء الثقة المعدومة والأنكى من ذلك فإن حزب رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي يضع العصا في طريق الرئيس على عرقلة التطور النسبي الذي حصل في عهده إنتصاراً لمبدأ الولاية الثالثة، فهناك من يؤجج الطائفية ويحرض الميليشيات على عدم إحترام الدولة ومؤسساتها والاعتداء على بعض مفاصلها ،كل هذا يجري بوضوح والجميع على علم ومعرفة به.
في الوقت الذي نسمع فيه من ممثلي القوى السياسية المهيمنة وعناصر مسؤولة في أحزابها، ومسؤولين في الدولة في لقاءاتهم بالفضائيات أو تصريحاتهم هنا وهناك من أنهم مع الديمقراطية والشفافية وضد الطائفية والفساد وهناك من يتحدث ضد المحاصصة ويدعوا الى إيكال المهام الى العناصر الكفوءة وأصحاب الخبرة والاختصاص وعندما تسمع الناس هذه القصص يتبادر للذهن سؤال مهم إذن من هو المسؤول؟؟ عن كل هذا التردي ومن الذي سرق المليارات ومن أجج الصراع الطائفي ومن شرّع المحاصصة ومن باع الموصل ثم الرمادي وهذه جزء من تساؤلات كثيرة.
والمشكلة ان هذه التساؤلات تدور بين الجميع وتبقى في حالة التساؤل فقط، إن لم يجري هناك حراك شعبي واسع يرتقي الى الحالة الثورية، والمقصود هنا ليس الثورة التقليدية بل ربما إنتفاضة شعبية تهيء لها القوى الوطنية والديمقراطية التي تؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية واول الخطوات هو العمل مع الجماهير المكتوية بويل الطائفية والمحاصصة وتخليصها من ترددها ومن حالة اليأس والاحباط التي زرعها فيهم الدكتاتور صدام حسين ومن بعده التخدير الطائفي، وهذا الهدف ليس صعبا ان تكاتفت الجهود لتحقيقه.