المنبرالحر

جَمَاعَةُ الْمَطَارِ ! / يوسف أبو الفوز

اثار تصريح رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، حين قال: (عجيب ان بعض القوى تدعّي محاربة داعش وتسلك سلوكه) العديد من التعليقات وصار سبباً لسجال طويل عريض، خلال زيارتنا الدورية لبيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة بمناسبة العيد، رغم تحفظه على تهانينا حيث يعتقد ان ما يجري في البلاد من احداث مختلفة تسرق من الناس بهجة وفرحة أي عيد. قالت سُكينة: هؤلاء من يسميهم والدي "ماعش"، فتصرفاتهم تزيد من قساوة معركة شعبنا مع داعش التي تجري في ظروف عسيرة. قلتٌ مشاركا : ان ظروف بلادنا فعلا معقدة، وكون القضية العراقية ذات طابع اقليمي ودولي فأن بعض الاحداث لا تبدو عفوية، بل تأتي في مصلحة عدم تحقيق انتصار سريع، وأقصد الحوادث التي يتم فيها التجاوز والتطاول على الدستور العراقي وسلطة القانون وعلى هيبة الدولة وحريات الناس، وللأسف يبررها البعض تحت عناوين بائسة لها علاقة بالمزايدات السياسية والصراع وروح التنابزالتي انتقلت من محيط الكتل المتنفذة الى داخل اطرافها. قالت زوجتي: كل هؤلاء أوليتهم هي مواقع السلطة والمال وليس محاربة الارهاب. قال جَلِيل: أن اخطر ممثلي "ماعش" هم سياسو ومثقفو الصدفة، هؤلاء الذين لا تاريخ نضالياً لهم، ولا مساهمات ثقافية تذكر، وتصدروا الساحة مستثمرين اوضاع بلادنا في غياب سلطة الدولة والمؤسسات. قلت لهم : أعرف واحدا منهم، صوته عال جدا، ونجح في خداع البعض كونه مدافع عن الحق والحقيقة، أعتقل في زمن الطاغية المجرم صدام حسين بسبب قضية تزوير وثائق، لكنه في كل مكان وزمان يتباهى بكونه كان معتقلا، اما كيف ولماذا، فهذا ليس من شأن الاخرين معرفته، المهم هو كان معتقلاً!
ضحك أَبُو سُكينة، وكان يتسمع لنا طيلة الوقت، واذ التفتنا كلنا اليه، توجه لأبي جَلِيل بالسؤال : تتذكر سالفة صاحبك أبو المطار؟ ثم توجه لنا بكلامه: تعرفون لماذا تنوعت نشاطات ماعش وصارت تؤثرعلى معنويات شعبنا بالوقت الذي نحتاج كل الجهود الشريفة لاجل دعم معركة قواتنا المسلحة بكل صنوفها وتلاوينها؟ ولم ينتظر جوابنا، بل قال: لان الذين تسمونهم سياسيي ومثقفي الصدفة، مثل هذا المدافع عن الحق والحقيقة، تبين انهم كلهم يشتغلون بالمطار؟
وهذه حكاية رواها لنا أَبُو جَلِيل مرارا عن صديق له، انهم لطالما شكا له معاناته من تصرفات ابنه، ويوما لاحظ أَبُو جَلِيل ان الاب توقف عن الشكوى فسأله عن السبب، فقال الاب برضا: أبني صار يشتغل في المطار وهذا خفف كثير من المشاكل. وخطر لابي جَلِيل أن يسأل: شنو شغل ابنك بالمطار؟ ضحك الاب وقال: خليها يشتغل بالمطار وبلا تفاصيل. سكت أَبُو جَلِيل، لانه يعرف ان مؤهلات الابن لا تشغله مديراً للمطار مثلا أو موظفا كبيرا، وبما ان الشغل ليس عيبا فمهما كان هو فهو عمل شريف، فلم يكرر سؤاله، وبعد ايام وعرضا عرف ان شغل ومهمة الابن في المطار هي تفريغ اكياس الفضلات من الطائرات !