المنبرالحر

أحدث النكات .. الحكومة التركية تحارب داعش ..! / علي فهد ياسين

تساقطت أوراق التوت الخافية لأنشطة حزب الرئيس التركي في أحداث المنطقة العربية منذ بدء ما يسمى بالربيع العربي ، لتكشف عن أنشطة خطيرة لعراب تنظيم الأخوان المسلمين العالمي وحزبه في الموجة الدموية التي خططت لها ونفذتها دوائر المخابرات الامريكية والغربية لتأثيث مسرح الشرق الأوسط الجديد لنسخة حديثة من معاهدات (سايكس بيكو) تحت لافتات الديمقراطية !.
اللافت أن هذه الأنشطة رسمت هلالاً (جغرافياً) من تونس الى سوريا، مروراً بليبيا ومصر( وعابراً بالطبع لأسرائيل) ، يحاكي ما يسمى بالهلال الشيعي الممتد من ايران الى لبنان وسوريا عبر العراق ، بالرغم من الاستثمارات الكبيرة للشركات التركية في تلك الدول، لكن الهدف الأكبر للنشاط التركي في الاحداث متوافق مع مخططات اسياد تركيا الكبار، والتعويض فيه لاحقاً يتناسب مع حجم وتأثير الدور التركي في انجازه !.
على هذا الاساس جاءت المواقف التركية ضد مصر على خلفية اسقاط حكومة مرسي، الذراع الأقوى في المنطقة لتنظيم الاخوان المسلمين العالمي الذي تقوده تركيا بالاتفاق مع الامريكيين وحكومات الغرب السائرة في ركابهم .
لكن العقبة السورية التي قلبت الموازين ادت الى (التوحش) السياسي والعسكري للحكومة التركية، الذي دفعها الى تطرف لا يتوافق مع القوانين الدولية، من خلال تبنيها لسياسات ومناهج التدخل السافر في شؤون العراق وسوريا، وذلك باعتماد اراضيها ممراً آمناً لتدفق الارهابيين ، ناهيك عن فتحها معسكرات لتدريبهم وتجهيزهم ومعالجة جرحاهم ، وتقديم الدعم اللوجستي لانشطتهم .
التحول الجديد في السياسة التركية يشير الى مازق خطير لحزب اردوكان وحكومته بعد سنوات من التطرف والعنجهية والدجل السياسي الذي أساء كثيراً لتقاليد وقوانين العلمانية التي تأسست عليها تركيا الحديثة ، بعد نتائج الانتخابات الاخيرة التي حرمت اردوكان من تنفيذ مخططاته للسيطرة النهائية على محركات الحياة السياسية في البرلمان والحكومة ، وصولاً الى مبتغاه الشخصي في اعادة زمن السلاطين !.
خلال اسبوع واحد اهتزت حكومة عراب تركيا وحزبه، واعلن وزير الخارجية التركي اعتقال (2000) من الناشطين المدنيين ونشطاء الاحزاب المعارضة، ومنع (1800)ارهابي من دخول اراضيها! ، وتنفيذ الطائرات التركية عشرات الغارات الجوية العدوانية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني المعارض خارج الاراضي التركية ( في كردستان العراق) ، وهو عدوان سافر على بلد مجاور يتعارض مع القوانين الدولية، وغارات (وهمية) ادعت تركيا انها ضد مواقع داعش الارهابية في سوريا، مع ان جميع المؤشرات وتقارير المخابرات اكدت ومازالت على ان داعش هي ربيبة الحكومة التركية و(شقيقاتها) حكومات الخليج التي توفر التمويل بسخاء.
لكن الأكثر اثارةً للسخرية ما جاء على لسان رئيس الوزراء التركي (اوغلو) في نفس المؤتمر الصحفي مع وزير خارجيته عندما اعلن ( أن تركيا تخوض حرباً ضد الارهاب وخصوصاً ارهاب داعش !) ، وكأنه يخاطب بشراً من كوكبِ آخر، لكن المرجح والذي لا يقبل الشك ، أن اردوكان واغلو ووزرائهم وحزبهم يعلمون علم اليقين أن دجلهم الديني والسياسي لم يعد ينطل على احد ،وهو مأزق خطير سيؤدي الى تداعيات متواصلة في سياسات الحكومة التركية ومواقف الرئيس التركي اردوكان ، كما حصل في الموافقة الاخيرة لاستخدام قاعدة (انجرلك) الجوية من قبل طائرات التحالف الدولي بعد اربعة اعوام من الرفض الذي رافقه امتناع عن الانضمام للتحالف ضد داعش ، قبل ان يتحول داعش فجأة الى عدو يهدد تركيا!.