المنبرالحر

مطلوب حملة وطنية لمكافحة الفقر / ساره الجعيفري

الفقر حالة اجتماعية بشعة تفضي بالانسان احيانا إلى ان يقوم باعمال لا اخلاقية ولا انسانية. وبالرغم من ذلك يبقى الفقر محافظا على كيانه في كل زمان ومكان ولم يتم القضاء عليه بل تضخم بشكل سريع ولا سيما في زمن التطور الاقتصادي والتكنولوجيا والانترنيت وحرية التعبير، وبما ان الفقراء لا يملكون وسائل اعلام او منابر للتعبير عن آرائهم وسخطهم فهم باقون في الظل يمارسون حياتهم في صراع قاس مع الحياة وباجواء من الذل والاهانة وهدر الكرامة.
ومما يؤسف له ان حكومتنا الرشيدة كما يحلو للبعض تسميتها لم تخط اي خطوة للقضاء على هذا الفقر المنتشر في البلاد، فأينما تولي وجهك تجد منهم تحت خط الفقر وربما لا يوجد حتى هذا الخط الذي هو ليس احمر كما يفسره السياسيون بل اسود. فالمتسولون من كبار السن من رجال ونساء واطفال نراهم ينتشرون في الارض وتحت الجسور وقرب الكراجات والاشارات الضوئية والمساجد والحسينينات تحت حرارة الشمس اللاهبة .
وبما ان الفقراء مستسلمون الى حد كبير الى قدرهم الذي استحوذ عليه العمالقة. فهم يدعون بالويل والثبور على السياسيين وهذه الدعوات لو نزلت على جبل لهزته هزا لكن من يكترث بهم حتى لو نزلت صاعقة عليهم او حل يوم القيامة بعظمته المشهودة فطغيانهم وصل مرحلة الجبروت.
ان ضياع الحقوق في هذا البلد وعدم المساواة وضع شريحة من المجتمع في دوامة الفقر المدقع الذي لا يتحمله اي كريم او عزيز النفس فنحن بحاجة الان الى حرب اخرى لا تقل وطاة عن الحرب العسكرية واقصد بها حربا على الفقر الذي جثم على صدور العراقيين دهرا وعاشوا في ظل العوز هم وابناؤهم وعانوا الحرمان والمهانة والذلة.
وقد ذكر احد السياسيين (انه لا توجد طائفية في العراق الان وانما هنالك طائفية الفقراء والاغنياء) وهذا تحليل بسيط لما نراه من ظلم وجور يقع على الفقراء في بلد يدعي قادته جميعا بانهم ملائكة جاءوا لانقاذه والنهوض به الى الرقي والرفاه. فالمطلوب حملة وطنية تشترك فيها الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والجهات الدينية لوضع الحلول والمعالجات لتقليل نسبة الفقر في عراقنا الحبيب قبل ان يتفاقم اثره على المجتمع ويمزقه .