المنبرالحر

أول الغيث .. الحضور في مجلس النواب 297 نائباً..!! / علي فهد ياسين

الشعب ينتفض والسياسيون في المنطقة الخضراء وفروعها في المحافظات ينتظمون، لأول مرة منذ سقوط النظام الدكتاتوري السابق، في جلسات خاصة وأجتماعات ولقاءات لتدبير أمورهم والخروج ببيانات وقرارات وتصريحات (ابراء ذممهم ) من الخراب العام الذي يطالب الشعب بمحاسبة المتسببين به أمام القضاء .
مجلس النواب العراقي صوت اليوم بالاجماع على الحزمة الأولى لورقة الاصلاحات المقدمة من رئيس مجلس الوزراء، وهي سابقة أولى للمجلس المعتاد على الانقسام وتعطيل القوانين وفقاً لرغبات وسياسات الكُتل الكبيرة، بأستثناء القرارات الخاصة بمنافع النواب التي جرى عليها التصويت بالأجماع أيضاً في الدورة الحالية والدورات السابقة !.
لكن جلسة اليوم مختلفة أيضاً في عدد الحضور عن الجلسات الأعتيادية والنوعية للمجلس (خارج اطار جلساته التي صوت فيه على مكاسب الأعضاء) ، فقد أعتاد المجلس( الموقر) على عقد جلساته بحضور لايتجاوز الثلثين من نوابه، دون مراقبة ولا محاسبة ولا عقوبات تضمنها الدستور العراقي والنظام الداخلي للمجلس بحق الممتنعين دون تبرير عن حضور جلساته في هذه الدورة والدورات السابقة، فقد كان الحضور في هذه الجلسة (297) نائباً لأول مرة !.
الطامة الكبرى في ضعف أداء مؤسسة التشريع في العراق(مجلس النواب)،أن رئيس المجلس أعلن أمس (فقط) في مؤتمر صحفي عن التهديد بفصل الاعضاء المتجاوزين في غياباتهم اللوائح القانونية للحضور!،وهو اعلان يُفترض أن يحاسب عليه الرئيس ومنظومة الادارة في مجلس النواب على ضوء بيانات المجلس التي كانت تشير الى ضعف الحضور لجلساته طوال السنة الماضية دون تبرير، والتي تضمنت أعداد المتغيبين الذين تجاوزوا القانون دون اتخاذ اي اجراء بحقهم !.
على ذلك يكون ما أعلنه رئيس البرلمان بعد التظاهرات هو أمتثالاً لمطالب الشعب، لكنه يدين الرئيس وأدارة البرلمان، لأنهم لم يطبقوا القانون طوال الفترة السابقة، ومطلوب منهم التفسير لانهم سلطة التشريع، ومن غير المعقول أن يكونوا متقاعسين عن تطبيقها لحين انتفاض الشعب ضد ادائهم !.
الآن وتظاهرات الشعب منتظمة في سلسلة (جمع عراقية) لا تقبل الفرط، وهي بـ(جمعتين) أجبرت نواب البرلمان على الحضور بهذا العدد غير المسبوق قياساً بجلسات المجلس السابقة ،فأن منظومة السلطات في العراق يجب أن تحسب حساباً مقبولاً للشعب، وتتصرف على اساسه لتصحيح الاداء المتضمن محاسبة المقصرين، بغض النظر عن عناوينهم الحزبية ومواقع مسؤولياتهم، للخروج من عنق الزجاجة التي ادخلوا الشعب فيها خلال العقد الماضي، قبل أن تكون رقابهم محاصرة فيها أمام القانون !.
تحية لجماهير الشعب العراقي المواظبة على التظاهر في الجُمع العراقية التي أجبرت الحكام على الرضوخ لمطاليبها، وتحية لجُمع قادمة للعراقيين تواصل كشف المستور وتحقق مطالب الشعب في الحياة الكريمة التي يستحقها، ولا عزاء للحكام الذين لم يوفوا بأماناتهم الموكولة لهم بانتخابات أداروها بالتزوير وشراء الذمم للوصول الى المناصب !.