المنبرالحر

ياس خضر في ساحة التحرير! / غالي العطواني

اخواني «المگاريد» نشأ الفنان ياس خضر في بيئة مترعة بالافراح والاتراح. وكانت اذنه مثل لاقطة ترصد وتحفظ الانواع العديدة من الانغام الموسيقية الخاضعة لضوابط المقامات سواء العراقية أو العربية. حنجرته قوية وفي حبال صوته مساحات واسعة للقرار والجواب الغنائيين.
في بداية ستينيات القرن الماضي ذاع صيته بفضل أول اغنية له «الهدل» التي كانت تبث حينها من خلال الاذاعة اكثر من ثلاث مرات في اليوم. بعدها توالت روائع غنائه خصوصاً في اغنية «المگيّر» التي لحنها كمال السيد وكتب كلماتها زامل سعيد فتاح.
اما في السبعينيات فكانت المقاهي ومحال التسجيلات الصوتية في مدينة الثورة تلعلع مكبرات صوتها باغاني الطرب الريفي فقط، والتي كان يؤديها سلمان المنكوب، عبادي العماري، حسين سعيده، سيد محمد، ومظفر عبادي. وآنذاك تحول شعر الكبير مظفر النواب والحان طالب القرغولي وصوت ياس خضر الى ما يشبه عمل لانتاج ملحمة غنائية عراقية قلّ مثيلها في الوسط الغنائي، وهي «البنفسج».
واهملت مكبرات الصوت في محال التسجيلات وفي المقاهي الشعبية أشرطة مطربي الريف، لتضع محلها «البنفسج» التي غدت مسموعة اينما حللت في ذهابك وايابك.
بعدها توالت الروائع الغنائية التي قدمها ياس خضر، بعد ان كتب الشاعر ناظم السماوي اغنية «دوريتك». واذا اردنا الكتابة عن كل اغاني ياس خضر فقد نحتاج الى «بند» من الورق.
في ثمانينيات القرن الماضي اشتغل مغنينا مع شاعر من البصرة ومع ملحن من البصرة ايضاً. وهذان هما الملحن نامق اديب والشاعر داود الغنام. وحينها قدموا لنا رائعة اخرى تضاف الى روائع الغناء العراقي الاصيل وهي اغنية «تايبين» التي لاقت استحسان الناس وحبهم، ورُددت على ألسن الصغار والكبار على حد سواء.
وفي كعبة التظاهرات «ساحة التحرير» وبالتحديد يوم الجمعة الماضي تغنى الشباب بأغنية ياس خضر منشدين..
تايبين .. ولا نمر مره بحزبكم
فاسدين .. وعمت عين الينتخبكم.
غلطه مرت وانتهت
زمرة الغش فرهدت
والخمط هو خمطكم
الخمط هو خمطكم