المنبرالحر

أيها المتظاهرون: الدموع لا تمسحها مناديل الكلمات . . ! / أحمد الشحماني

"لعنت زمانا خصى العقل فيه تقود فحول العقول" . . . مظفر النواب
***
سؤال بحجم آهات وعذابات وقهر العراقيين . . .
أين كنتم يا حكومة العراق ولماذا هذا الصمت المطبق المريب منذ اكثر من اثنتي عشرة عاما . . .؟
هل استيقظ فيكم الضمير الغائب أم انها صحوة متأخرة لضمير جمدته ثلوج شتاء مغريات المناصب والمال الحرام وشهوة السلطة، أم ان ثورة الجماهير الغاضبة اشعلت تحت اقدامكم نيران الخوف وزلزلت فيكم هاجس فقدان النفوذ والسلطة فبتم في هستيريا لا تعرفون ارجلكم من ايديكم . . .؟!
أنا اشك اذن انا موجود . . .!
أنا اشك انها صحوة الضمير المتأخرة الذي جمدتهُ ثلوج شتاء مغريات المال الحرام وشهوة السلطة، واشك ان ضميركم النائم في قصور المنطقة الخضراء استيقظَ فجأة من سباته الطويل، فضميركم الغائب خرجَ ولم يعد . . .!
واشك ان ثورة الجماهير الغاضبة حركت فيكم هاجس الوطن والأنسانية، فالوطن ليس له أدنى قيمة في قواميسكم، والأنسانية ماتت فيكم منذ اكثر من اثني عشر عاما وقرأتم على روحها الفاتحة وأشعلتم الف شمعة عند قبرها . . .!
واشك ان ثورة الجماهير الغاضبة حركت فيكم الوطنية، فلو كنتم فعلا تحترمون الشعب وتحبون الوطن لما سرقتم الوطن، ولما افقرتم العراق، ولما نهبتم خزينة العراق، ولما جوعتم الشعب، ولما تقاسمتم كعكة عيد ميلاد هزائمكم السياسية وانتم تتبادلون القبل والقهقهات في جمهوريتكم الخضراء في الليل وما ادراك ما الليل، والشعب المسكين يكتوي فقرا وقهرا وحرمانا . . .!
لكن ثورة الشارع العراقي الملتهب الغاضب ارعبتكم، افزعتكم، افقدتكم التوازن، فبتم في حيرة من امركم، ولم يبقى أمامكم إلا ان تتقبلوا الواقع الذي فرضته عليكم رياح الغضب، غضب الشارع العراقي، والذي لم تفكروا يوما ما، في معالجة أسباب الأزمات وسوء الخدمات والفساد المستشري في جمهوريتكم الخضراء، لأن نشوة المال وشهوة السلطة، انستكم من انتم . .
***
يا سيدي الفاضل (حيدر العبادي) . . الدموع لا تمسحها مناديل الكلمات . . !
الشارع العراقي الذي اجبركم على اتخاذ موقف ايجابيايتناغم مع صيحات الألم التي يطلقها الشعب العراقي المكبل بالقهر والحرمان والفقر للبدء بحزمة اصلاحات سياسية، اقل ما يقال عنها انها لا ترتقي الى جوهر الطموح وحجم المعاناة، بمعنى ادق انها اصلاحات ناقصة وان كانت بمثابة الخطوة الأولى على طريق تصحيح مسار سكة القطار السياسي لتهدئة الوضع وامتصاص نقمة وغضب الشارع العراقي وهو يلتهب كما النار، بأطلاق وعودكم لحزمة من الأصلاحات المرتقبة، ولكن الضحية لا تريد ان ترى جلادها حرا طليقا، تريده في قفص المحاكمة، في قبضة العدالة، في محاكمة علنية باسم محكمة الشعب، والضحية هنا الشعب العراقي بكافة فئاته وطوائفه من المحرومين، والجلاد هنا (الطبقة السياسة الحاكمة منذ تشكيل حكومة ما بعد 2003 الى تلك اللحظة)، هم كل من سرقَ ونهبَ واجرم واشاع ثقافة وسياسة الفساد، وتواطئ مع المفسدين واللصوص والقتلة والمخربين والخائنين وكبلَّ العراق بالديون وقيودَ القهر. .
الجلاد هم كل من تسببَ في ضياع العراق وضياع اموال العراق وضياع ثلثي اراضي العراق . . .
الجلاد هم كل من تسببَ في حرمان العراقيين التيار الكهربائي والخدمات الأنسانية لأكثر من اثنتا عشرة عاما . . .
الجلاد هم كل من سرقَ سنوات عمر الشعب العراقي والقاها في بحر جحيم نزواته والاعيبه الصبيانية الهستيرية . . .
الجلاد هم كل من سرق قوت الشعب، كل من سرقَ المواد الغذائية وهربَ خارج دائرة الضوء الى دول هيأت له بأموال الشعب المسروق الملاذ الآمن والحياة الهادئة الرغيدة. . .
الجلاد هم كل من سرق خزينة العراق وافرغها عن بكرة ابيها والقاها في غياهب الجب . . .
***
يا سيدي الفاضل (حيدر العبادي) . . الدموع لا تمسحها مناديل الكلمات . . !
دموع العراقيين هي جراح وقهر وفقر وحرمان . . .!
كلماتكم التي تطلقونها في الأعلام هي مجرد كلمات، هي أشبه بأقراص الباراسيتامول لتخفيف وجع صداع الرأس. . .
ولكن الشارع العراقي الثائر المنتفض يريدها ويتمناها ان تكون . .
كلماتٌ ليست كالكلمات . . .!
كلماتكم وتصريحاتكم، يريدها الشارع العراقي المنتفض ان تتوج بأفعال حقيقية ملموسة على ارض الواقع، واعلم ان التاريخ يسجل مثلما سجل للذين حكموا العراق قبلك، فأن كنت مثلمهم فالتاريخ لن يسامحك، وان كنت شجاعا بقراراتك وهذا ما نتمناه ونتوسمه بكم، فالتاريخ سيخلدك وسيذكرك الشعب بالوفاء في كل مجالس السياسة والوطن . . . وها هي دورة الأيام والسنين تجري بسرعة، فسارع ان تسجل اسمك في سجل الشرفاء ليفتخر بك ابناءك واحفادك ويرضى عنك الوطن وابناء الوطن . . .
وتذكر ان صوت الشعب اقوى من صوت السلطة الحاكمة، وان الشعب هو مصدر السلطات . . !