المنبرالحر

رسالة إلى أبطال ساحة التحرير / احمد عواد الخزاعي

المطالبة بالحقوق حق كفلته كل الشرائع السماوية والقوانين والنظم الوضعية ، وليس لأحد الحق أن يمنع صاحب الحق بالمطالبة به ، أو يحاول لجم صوته كي لا يصل إلى اصحاب القرار .. العراق منذ ثلاثة عشر عام وهو يخوض في مستنقع الإرهاب والفساد الإداري والمالي ، حتى اصبح كل منهما رديفا للآخر في عملية إنهاك هذا الشعب وحرمانه من الحياة الحرة الكريمة .. لتكن مظاهرات ساحة التحرير بداية مباركة للمطالبة بالحقوق بدء بالخدمات وانتهاء بتعديل مسار العملية السياسية الكسيحة في العراق ، ووضع حد للفساد والمفسدين ، وليكن شعار الجميع ( اين حقي ..؟) .
في ممارسة يجب أن لا تخرج عن عرفها الحضاري والإنساني كي تستطيعون إيصال رسالة واضحة باتجاهين .. الاتجاه الأول إلى كل السراق والمتلاعبين بأقدارنا ومصائرنا وأرزاقنا ومستقبل أطفالنا ، والثاني إلى الإرهاب ودعاته وداعميه .. وفحوى الرسالة هي .. إننا شعب حر يدرك خطورة المرحلة التي يمر بها بلده ، وان فوهات البنادق المصوبة الان بوجه الإرهاب التي تحملها سواعد أبنائنا الأبطال من جيش وشرطة اتحادية وحشد شعبي ، هي نفسها اليد التي تحمل في ساحة التحرير العلم العراقي وشعارات رفض الفساد والمفسدين .. كثيرا من شعوب العالم استطاعت ان تنال حقوفها وتزيل أنظمة فاسدة بهذه الوسيلة الحضارية .. اخوتنا المنتفضين على الفساد في ساحة التحرير .. رجل الأمن الذي يقف في ساحة التحرير هو منكم واليكم ويقف لحمايتكم ، فلا تسمحوا للمغرضين والمندسين بالاعتداء عليه او محاولة استفزازه او النيل من كرامته ، لا تتجاوزوا الخطوط الحمراء في هتافاتكم ، انتم أصحاب حق لشعب سلبت حقوقه على مر التاريخ من قبل الطغاة والسماسرة واللصوص .. وعاث المفسدون فيه خرابا ، لذا عليكم ان تحددوا مطالبكم وماذا تريدون ، كي لا تذهب جهودكم وحماستكم أدراج الرياح ، شكلوا قيادة ميدانية مدنية تأخذ على عاتقها التفاوض مع الحكومة وتقديم طلباتكم ، ولا تسمحوا لأحد بأن يثب على منجزكم الكبير هذا .. في تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة والتي نوه فيها على إن لا إصلاح حقيقي يلوح في الأفق ، بسبب الضغوط التي تمارس عليه من قبل الكتل السياسية وحيتان الفساد ، كانت هذه التصريحات رسالة واضحة إليكم من رجل يحمل في داخله الرغبة بالإصلاح، ويطلب العون والتفويض من الشعب ليخطو نحو قرارات خطيرة وكبيرة قد تضر بمستقبله السياسي ، كونه نتاج محاصصة اثنية وقومية وحزبية ، وحكومته وليدة معادلة توافقية اشترك الجميع في وضع رموزها ، العراق اليوم على مفترق طرق وأمام خيارات أحلاهما مر ، لذلك يجب ان نكون بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا .