المنبرالحر

مظاهرات الاصلاح بالتغيير ترفض التمييع والتخدير/ حيدر سعيد

التظاهرات في مختلف محافظات الوطن قدمت مطاليباً مشروعة مفهومة اللغة لاتحتاج الى وقت وقاموس سياسي لكي تُفهم ،فهي تتحدث عن معانات المظلومين من فقراء الشعب وكادحيه وهم الاكثرية في بلدنا ، تعرضوا الى التهميش والتجويع وقلة الخدمات بكل انواعها تتقدمها الكهرباء والماء ،مشخصين الاسباب والامراض ومطاليبين بالاصلاح والتغيير ، مؤشرين الى راس البلاء نظام المحاصصة ، الذي حمل بين ثناياه كل الامراض المعدية الى جسد الوطن والمواطن وتركهما عليلين ، وفي مقدمة تلك الامراض الارهاب الفاشي وحليفه الفساد السرطاني ، الذي وجد طريقه سالكا الى كل مؤسسات الدولة يتسابق على سرقة المال العام ونهبه ، مستخدما الوسائل الخبيثة في الترهيب والترغيب وتكميم الافواه ، مسنوداً من ظهيريمسك كل مفاصل الدولة ويعض عليها بشغافه .
ان الجماهيرالمتظاهرة سلميا اثبتت للقاصي والداني انها تعي وتدرك الاعيب النظام المحاصصي وحيتانه التي يسيل لعابها لسيول النفط ومردوداته من اموال الشعب العراقي ، واصبح شعارها : ( هل من مزيد ) ؟!! على حساب ابناء الشعب وزيادة معاناته .
لذلك فالمتظاهرون خرجوا مصوتين ضد الارهاب وحليفه الفساد في ساحات النضال والتغيير تقابلهم قواتهم المسلحة والحشد الشعبي والبشمركة الابطال في سوح ملاقاة الارهابين الفاشيين مقدمين دماءهم في خدمة بلدهم وشعبهم ،داعمين مطاليب شعبهم المعلنة ضد الفساد ونظام المحاصصة الراعي له ،التي اكد المتظاهرون انهم لن يقبلوا بغير الاصلاح والتغيير الحقيقين بديلا ، واية حلول خارج هذه المطاليب المشروعة تعتبر تمييعاًوتسويفاً وتخديرا. فالشعب العراقي مصدر السلطات واليه يرجع المخلصون المتصدون فعلا لتصحيح المسارات وتغييرها وعلاج الامراض السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي رافقت نظام المحاصصة الذي حول العراق الى بقرة حلوب ، ولنا بالشعب المصري اسوة حسنة حينما خرج مصوتاً ضد حكومة محمد مرسي وحزبها الاخوان المتاسلمين ، وقد استجاب المخلصون لصوت الشعب الحقيقي ، الذي اعلن من خلال تظاهراته السلمية عدم شرعية نظام مرسي ومجموعته التي سرقت ثورة الشعب المصري وزورت الانتخابات لتاتي بالمزورين والفاسدين .
ان تركيبة نظام المحاصصة هي السبب فيما حصل ويحصل ، وان اية معالجة للتغيير والاصلاح لاتتناول بنيتة الفكرية والمنهجية ستكون قاصرة وغير كافية ، لان نظاما بهذه المواصفات سرعان مايعيد انتاج الفساد يتبعه التخريب وسرقة المال العام ، وهذا مااكدت عليه التظاهرات الشعبية والمرجعية الرشيدة التي لخصت ذلك بنقدها لنظام المحاصصة المقيت معلنة التحرك الجاد لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، اي ممن تتوفر فيه مواصفات الوطنية الحقة والنزاهة ونظافة اليد ، حتى من خارج الكتل المتنفذة .وبذلك سينهض البلد وسيترد عافيته .