المنبرالحر

مساطحات / راصد الطريق

هذا المصطلح المرعب يخفي وراءه ما لا يصدق! يبدو لي ابتكره كبير السراق او كبير المحتالين. ماذا يعني؟ هل استغلال سطح الارض؟ ام ان الارض يباع سطحها ويبقى داخلها للدولة؟ وهذا هو الصحيح المخفي، نتساطح انا وانت ونتلقفها؟
قبل التغيير السياسي كانت مساطحات ارض تؤجر مؤقتا لسنة او سنتين ثم تعود المزايدة عليها اذا لم ينفذ المشروع المخصص عليها. كانت استفادة مؤقتة الناس تشغلها والامانة تستفيد ايام العوز فترة لا مشروع عليها، مثل هذه ساحات وقوف السيارات وبعض البسطات والمخازن المؤقتة.
بعد التغيير وتطور العقل اللصوصي والتجاري الانتفاعي، شهدنا امرا عجبا، اراضي الدولة المهمة المخصصة كـ (دورات مياه عامة) في المناطق المهمة من بغداد يستحوذ عليها اشخاص هم وجوه مافيات متخفية، نعم سقط الطاغية، لكن لم تسقط ملكيات الدولة وعائديات الشعب. صرنا نشهد لا مزايدات ولا مدة قصيرة محدودة.
هو طلب لانشاء مشتل او ملعب او .. او .. ثم يتحول الملعب بقدرة قادر الى مساطحة لعشرين او خمس وعشرين سنة قابلة للتجديد! هذا ما تفعله عصابات السرقة في البلد.
يا سادة سقوط الطاغية يعني انتصار النظام وحقوق الناس وحماية اموال الشعب من الهدر، ولا يعني سقوط ضوابط العمل في الدوائر ولا ان تسقط الرقابة على الاحتيال واللف والدوران، فقد اصبحت فضائح المساطحات جزءاً من تاريخ امانة العاصمة الحافل بالنزاهة ويعلم بفضائح المساطحات صاحب الدكان والبيوت حوله وصاحب العمارة التي كانت مشتلا بذمة امانة العاصمة او كانت ملعبا بذمة امانة العاصمة او كانت حسينية اعطيت مائة متر واستحوذ عامل الخير على الخمسمائة متر المتبقية.
اراض وسط المدينة حول وقرب الساحات العامة مخصصة كـ مرافق عامة لخدمة الناس اثمانها تعادل المليارات، كلها ذهبت مساطحات وبشطارة واحد واجهة واربعة او خمسة وراءه سندا!
فحينما توجد قطعة ارض فارغة صارت عليها عيونهم حتى الجزرات الوسطية نحن في عاصمة العراق بغداد، اين مدير عام امانة الرصافة، الكرخ، مدراء العقار، مدراء التدقيق، مراقبو الامانة، محافظ بغداد، خوف الله، خوف القانون، خوف العشيرة، كلها غابت؟
كل المدن تشهد هذه المساطحات، التي بدأت مشاكل او مخاتل او تحايل. هذا يعني ان هذه الاعمال لا يقوم بها شخص واحد وعلى النزاهة ان تحمي المدينة من سراق اراضيها المتميزة.
للنزاهة الآن ان تقول شيئاً، ان تفعل شيئاً ان تطلب جردا بكل المساطحات بعد 2003، ان تستعيد اراضي الدولة وان تعيد بعضها الى ما كانت عليه لتكون درسا عمليا رادعاً. لكن حتى الآن لم تبدأ الخطوة الاولى في التحقيق، ننتظر ان تبدأ النزاهة بقراءة الاوراق، وقبل القراءة ان تتأكد من سلامتها وعدم التزوير.