المنبرالحر

الشهادة البريطانية واليقين العراقي / علي فهد ياسين

لم تُسجل الذاكرة البشرية واقعة تحرير أرضِ محتلة لبلد من قبل قوات أجنبية دون مقابل، ولن يكون تحرير الارض العراقية المحتلة من داعش سبقاً في ذلك لما يسمى (التحالف الدولي)، والاسباب كثيرة وماثلة على الأرض منذ تأسيسه، وما قدمه وزير الدفاع البريطاني في تصريحه يوم أمس يمثل شهادةً بريطانية رسمية فاضحة للمشروع بعد عام من تنفيذه!.
الوزير مايكل فانون أعلن( ان /330/ من عناصر داعش الارهابي قتلوا بضربات سلاح الجو البريطاني المشارك ضمن التحالف الدولي، منذ ان بدأت بريطانيا مشاركتها بالحملة الجوية في ايلول من العام الماضي)،أي أن(فاعلية)سلاح الجو البريطاني لم تصل الى(قتل) ارهابي واحد يومياً!،بالرغم من صدارة بريطانيا وحماستها في تشكيل التحالف خلف أمريكا.
المفارقة أن الوزير أضاف(مستدركاً) أن (الرقم تقريبي الى حدِ بعيد)معللاً ذلك بـ(عدم وجود قوات بريطانية تتيح لها متابعة آثار تلك الضربات) وهذا هو بيت القصيد !.
ان تصريح وزير الدفاع البريطاني المتضمن تلميحاً بضرورة وجود قوات بريطانية على الأرض لتأكيد احصاء قتلى داعش يدعو للسخرية، خاصةَ اذا قورن بنشاط فوج من لواء في الجيش العراقي كان كبد فلول داعش أضعاف ذلك خلال نفس الفترة من تصديه لعصابات الارهاب، مع رفعة وقيمة ورمزية تضحيات منتسبيه الشهداء والجرحى، والظروف القاسية التي يُقاتل تحتها أخوتهم الثابتون في مواقعهم ضد وحوش الارهاب دفاعاً عن شعبهم دون مقابل، الا من انتمائهم للعراق وشعبه، فيما لم يعلن الوزير عن الحسابات المالية المترتبة على الخزينة العراقية لاحقاً، باساليب واتفاقات وشروط لم تعُد خافية !.
هذا (اللعب) السياسي في المنطقة من قبل القوى الكبرى واداتها الفاعلة (داعش)، كشفت الأحداث وتوقيتاتها وخطط سيرها وجغرافيتها، أقلام الفاعلين في رسم لوحته وسيادة لون دماء الابرياء على تفاصيلها، وعذاب المهجرين والمهاجرين واحدة من نتائجها، فقد خطط الكبار ومنهم حكومة الوزير لأحداث المنطقة، دون وازع من ضمير انساني، ومازالوا يجنون ثمار تخطيطهم على حساب عذابات الشعوب!.
المتاخصمون على ثروات الشعوب يعرفون (حجم ونوع) حصة العراق منها، وما جرى ويجري في العراق منذُ سقوط الدكتاتورية من فوضى خلفتها الصراعات السياسية (المستندة للدستور!)، جزء مما خططوا له ونفذوه بمساعدة أذرعهم المزروعة في مراكز القرار، وداعش تمثل صفحة في برنامج مرسوم سيستمر طويلاً، اذا لم ينهض الشعب ويقول كلمته الفاصلة في التصدي له واسقاطه، واحتجاجات جُمع العراقيين (اذا استمرت وفق برنامج وطني معلن ومتفق عليه)هي الكفيلة بادارة الكفة باتجاه عزلهم ومحاسبتهم، وهي الكفيلة بتحرير أرض العراق وتحرير العراقي من سطوة السياسيين الفاسدين وأحزابهم البعيدة عن الوطنية، وهي القادرة على تعرية وفضح سياسة الدجل والنفاق المعتمدة من الحكومات الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان وحرية الشعوب، هذا هو اليقين العراقي وكل مخططات وأفعال العراقيين الخونة والفاسدين وجيوش الغرباء دونه.
يبدو أن برنامج سلاح الجو الملكي البريطاني في مواجهته لداعش ملتزم بـ(حرمة القتل) في أيام الأعياد والعطل الرسمية، لأن حصيلة نشاطه خلال عام(365يوماً) قتل(330) منهم فقط، على ذلك تكون أيام التزامه الديني(45)يوماً خلال العام الماضي!!.