المنبرالحر

السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة(4 -4 ) / فلاح علي

لا بد من الاقرار بحقيقة التحالف الغير معلن فيما بين السلفية الجديدة والنيوليبرالية ، وذلك لوجود ترابط فيما بينهما في المصالح الاقتصادية والتوجهات السياسية الاستراتيجية . ان الفكر النيوليبرالي الذي يمثل نظرية العولمة المتوحشة والتي تمثلها مصالح الشركات الاحتكارية العابرة للقارات، دائماً يبحث عن حلفاء بوجود مشتركات مترابطة فيما بينهما في هذا البلد او ذاك، واذا اخذنا العراق مثالاً نجد ان الخطورة في ذلك الترابط تكمن من الخشية من تصفية القطاع العام وخصخصة ثروات الوطن وربط الاقتصاد العراقي بالاقتصاد الراسمالي وازماته وتأثيراته الخطيرة على الفئات الفقيرة من شعبنا وعلى اقتصادنا الوطني، لان وحدة المصالح هذه تتيح لهم صلاحية فتح ابواب الوطن امام الاحتكارات الرأسمالية ومنحهم حرية التوسع في استغلال وخصخصة الثروات الوطنية ومنها النفط والغاز والمعادن والكهرباء. كما ان وحدة المصالح هذه تضمن لكلا الطرفين التعاون المشترك على صعيد المصالح والسياسات الاستراتيجية . حيث تدعم النيوليبرالية السلفية الجديدة في هذا البلد او ذاك من اجل الوصول الى السلطة او مساعدتها على استمرار هيمنتها على السلطة مقابل ان تضمن للنيوليبرالية مصالحها الاستراتيجية في البلد والمنطقة. وهذا ما حصل في العديد من بلدان الشرق الاوسط من هذا انهما وجهان لعملة واحدة. على الصعيد الفكري يلتقيان في منظومة فكرية تكمن في تشويه الديمقراطية الحقيقية امام الشعب ومضايقة الحقوق والحريات والغاء دور المواطن ومحاصرة وتهميش وعزل الاحزاب الشيوعية واليسارية والديمقراطية، وتزوير تاريخها النضالي والاساءه الى الفكر الماركسي . وبنفس التوجه تهدف الى : الضغط الاعلامي والفكري والنفسي للتأثير السلبي على عموم الشعب وبشكل خاص على المثقفين والشباب في تضليلهم لأجل تبني توجهاتها الفكرية و السياسة النيوليبرالية الداعية الى لبرلة الحياة السياسية والتنظيمية ومن خلال العمل على :
- العمل على عزل الاحزاب الشيوعية عن الجماهير .
- الترويج لفكرها النيوليبرالي وبشعارات براقة تستهوي الشباب ، ولكن بنفس الوقت ان جوهرالفكر النيوليبرالي و معه السلفي يكمن على الصعيد الفكري في العداء للفكر الماركسي و لأي يسار جديد يتبنى الفكر الماركسي .
وبالعودة الى كاتب المقالة ( السلفية الشيوعية ضد ارادة التغيير والاحتجاج )
لاحظوا ماذا خرج به هذا النيوليبرالي في مقالته :
(ان من يصنع التغيير سيكون لليسار الجديد واليسار الالكتروني والليبراليين والمتنورين من عامة الشعب )
دون معرفة ورط حاله بالدعاية للفكر النيوليبرالي وللترويج لوصفته المعادية للاحزاب الشيوعية و لليسارالحقيقي الماركسي . لم يقل لنا في مقالته ما هو المقصود باليسارالجديد ؟ وما هو فكر اليسار الجديد وما هي توجهاته واهدافة لكي يصنع التغيير ؟ ، علماً ان كل حزب ماركسي وكل يسار حقيقي يدعو الى التجديد في الفكر والسياسة والتنظيم ، ولم يذكر في مقالته اي يسار الكتروني واي ليبرالية يصنعان التغيير ايها المغفل الجديد ؟ . سؤال لكاتب المقالة ممكن ان توضح لنا ما هو المقصود باليسار الالكتروني وكيف يستطيع هذا اليسار ان يغير؟ في عصر المعرفة والتطور العلمي والتكنولوجي بلا شك توظف الاحزاب الشيوعية وقوى اليسار والديمقراطية التكنولوجيا للاعلام الجماهيري والتواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والسكايب والتيوتر.... الخ ويعرف الجميع انه يوجد اعلام الكتروني وتوجد مواقع الكترونية يسارية وديمقراطية . وضح لنا كيف لهذا اليسار الالكتروني ان يغير ويكون بديلا عن الجماهير وعن التنظيم ؟ ان كاتب المقالة يحمل في جعبته وصفة الفكر النيوليبرالي التي تهدف الى محاصرة الحزب الشيوعي وقوى اليسار وعزلها عن الجماهير . في الجزء الثاني من المقاله اكدت لك انك ليس فقط لم تفهم فكر الحزب وتاريخه وسياسته ولم تفهم السلفية والنيوليبرالية وانما لا تفهم حتى الحراك الجماهيري . وها انت الآن تبرهن على ذلك . انت لا تدرك الى الآن ان الحراك الجماهيري انطلق في بدايته مطالباً بالكهرباء لعدم توفرها في العراق ومحاربة الفساد ..... الخ ، سؤال هنا يطرح نفسه اذا الكهرباء غير موجود كيف لجماهير شعبنا ان تطلع على هذا اليسار الالكتروني وتتبناه لكي يستطيع ان يغير؟هذا اولاً ، وثانياً ان غالبية الارياف في العراق لا توجد فيها كهرباء اذن كيف بهم ان يطلعوا على هذا اليسار الالكتروني ؟ وثالثاً ان غالبية ابناء الشعب العراقي هم من الفئات الفقيرة والكادحة ويكدحون طول النهار من اجل توفير العيش لعوائلهم، هل تعتقد ان لديهم الوقت الكافي للاطلاع على اليسار الالكتروني او ان لديهم المال الكافي لشراء الاجهزة الالكترونية هذا مع افتراض توفر الكهرباء ؟
هذا هو هدف الفكر النيوليبرالي بعزل الاحزاب الشيوعية وقوى اليسار فكرياً وسياسياً وتنظيمياً عن الجماهير لكي لا تكون احزاب جماهيرية مؤثرة وتصنع التغيير ، ولغرض تحويلها الى احزاب نخبه كما هي فكرة اليسار الالكتروني . لكي ينفردوا بالجماهير ويؤثروا فيها وينشروا فكرهم بينها ويبسطوا هيمنتهم على الدولة والمجتمع . قل لنا كيف يصنع التغيير بدون الجماهير وبدون نضالها السياسي الجماهيري وبحراكها السلمي الضاغط المؤثر وبدون الفكر والتنظيم لتحقيق مطالب الجماهير واحداث التغيير ؟ وها انك قد اكدت طوعاً من خلال مقالتك انك مضللآ بفكر النيوليبرالية وتقف في صف واحد مع السلفية الجديدة والنيوليبرالية المتحالفتين. حتى اليسار الجديد تردد كلماته لكنك لم تفهم محتواه وتوجهاته واهدافه الحقيقية ان الاحزاب الشيوعية واليسارية مع الجديد دائماً في الفكر والسياسة والتنظيم ولكن الجديد هو بالارتكاز الى الماركسية وفكرها وتطويره حسب ظروف كل بلد . لا بالانعزال والعمل الفردي الالكتروني النخبوي .
الشيوعييون يواصلون نضالهم لبناء عراق جديد :
رغم كل ما واجهه الحزب من حملات بوليسية شرسة في ظل الانظمة الدكتاتورية ورغم عمليات التصفيات الجسدية والسجون والمعتقلات ، ورغم الحرب النفسية الاعلامية وما رافقها من تزوير لتاريخه النضالي ولفكره وسياسيته ومواقفة ..... الخ . التي مارسها كل اعداء قوى اليسار والديمقراطية ومنهم السلفيون الجدد والليبراليون الجدد ، ورغم ماكنتهم الاعلامية الضخمة وما تنفقه عليها من مليارات الدولارات ورغم تضليلها وتجنيدها للكثير من المغفلين واعادة صناعتهم ثانية لمحاربة الحزب الشيوعي وكل قوى اليسار والديمقراطية ، الا ان الحزب الشيوعي لا يزال هو الاقرب الى الجماهير من هذه القوى المتحالفة والتي تربطها مصالح اقتصادية وسياسية استراتيجية مشتركة .
كيف تجذر فكر الحزب في المجتمع وتنامى حضوره لكي يمضي في نضاله:
هنالك عناصر وقيم وعوامل وظروف موضوعبة وذاتية شكلت وتشكل مصدر قوة مادية للحزب و مكنته من الصمود بوجه كل الهجمات والمنعطفات الحادة التي مر بها خلال تاريخة النضالي ، وبها استطاع النهوض ومواصلة النضال، اشير هنا الى بعض منها :
- فهم الواقع الذي يعيشة الشعب العراقي وظروف بيئته ، حيث اوجدهذا الفهم لواقع الشعب العراقي وبيئته اواصر للعلاقة والترابط بين فكر الحزب وسياسته وجماهيرالشعب العراقي ، و نظراً للتفاوت الطبقي الحاد في العراق و تصاعد حدة الصراع الطبقي فيه ظهرت الحاجة الموضوعية لوجود حزب شيوعي جماهيري قوي مؤثر سياسياً وجماهيرياً وفكرياً ، رغم وجود العديد من الثغرات والصعوبات والمعوقات .
- ان فكر الحزب يتسم بعراقته وتوجهاته الوطنية الديمقراطية ودفاعه عن مصالح الشعب والوطن وضمان الحقوق والحريات والعيش الكريم وبناء دولة المواطنة . وبانهاء الاستغلال وتحقيق العدالة الاجتماعبة . وبثقافته الديمقراطية ذات المحتوى الاجتماعي وبعلميته المتمثلة بالماركسية وبمعرفته الدقيقة بظروف الواقع العراقي السياسية والاقتصادية والقومية والدينية وصحة طروحاته ومواقفه .
- جسد الشيوعيون في سلوكهم وممارساتهم القيم الاخلاقية والانسانية الثورية للفكرالماركسي واليساري والانساني، ان هذه القيم لا تزال محفورة في ذاكرة الشعب عن الشيوعيين العراقيين وحزبهم. واصبحت ارثاً للشيوعيين منها النزاهه والصدق والاستقامة والاخلاص وحب الانسان والوطن والعدالة والمساواة ونكران الذات والتضحية والعطاء الدائم والدفاع عن مصالح الجماهيرالكادحه والشجاعة والمثابرة والاقدام والوفاء لفكرهم ولألتزاماتهم ....الخ ، لهذا اصبح مناضلو الحزب رمزاَ يقتدى به في اوساطهم لان الممارسة العملية لهذه القيم اكدت على قوة المثل التي تميز بها مناضلو الحزب في فترات تاريخه النضالي والى اليوم .
- بهذه السمات التي تميز بها الشيوعيون بتحليهم بمنظومة القيم النضالية والانسانية ، وبفكرهم الديمقراطي وبهدفهم الاستراتيجي ذي التوجه الاشتراكي وانهاء الاستغلال وبالتنظيم والمعرفة ، وبمواقفهم الوطنية وتاريخهم النضالي المشرف . بهذا وغيره امتلك و يمتلك الشيوعيون قوة مادية ورصيدا جماهيريا وسياسيا وفكريا واجتماعيا ، ان هذه القوة المادية تشكل اليوم امضى سلاح فكري ، لمواجهة مخاطر السلفية الجديدة والنيوليبرالية واعداء اليسار والديمقراطية ، وتمكن منظمات الحزب من المضي بثبات في النضال للدفاع عن مصالح الشعب والوطن .
- على الارض اليوم في العراق تنشط منظمات الحزب المتجذرة في بيئتها الجغرافية في المدن والارياف، وان هنالك جماهير غفيرة على طول البلاد وعرضها تحتضن فكر الحزب وتدافع عنه . والحزب ينمو وينهض ويتقدم على ارض الواقع طالما ان جماهير الشعب تلتف حول الحزب وتحترم تاريخ هذا الحزب وسياسته الصائبه ومواقفه وتوجهاته الوطنية الديمقراطية . ان احفاد فهد وسلام عادل ينشطون ويتكاثرون ويسيرون واثقي الخطى مع جماهير شعبهم الى الامام نحو مستقبل افضل و لعراق جديد مدني ديمقراطي فيدرالي ، بمؤسساته الديمقراطية وبقضائه المستقل وبقوانينه الديمقراطية بلا محاصصة طائفية واثنية وبلا فقر وجوع ومرض وبلا بطاله واستبداد وهيمنه واستئثار وقمع وارهاب يكون فيه دور للمواطن في صنع القرار وبناء الوطن الحر الذي يسود فيه الامن والاستقرار والسلم الاهلي والتقدم والازدهار .
27-9-2015