المنبرالحر

الجيران والخلاّن / قيس قاسم العجرش

في وقت كان فيه أوباما يستعمل كلمات مُستهلكة عن مكافحة التطرّف، كرر نائبه بايدن جُملة البابا التي قالها في اميركا: بأن الكلمة الأخيرة لن تكون للشر مطلقاً.
كان مؤتمر قمة قادة العالم لمكافحة التطرف والإرهاب الذي انعقد في نيويورك مكاناً للاستماع الى وجهات نظرٍ متقاربة من دول العالم عن مفهومها للتطرّف ومكافحة العُنف الناتج عنه.
بعد المؤتمر وجدتُ نفسي مع وزير الخارجية الالماني شتاينماير وهو يمثل في بلده حزب يسار الوسط، بينما تمثل المستشارة ميركل يمين الوسط، قلتُ له: ان العالم لا يمكن ان ينسى موقف ألمانيا من اللاجئين وهو موقف يثير الإعجاب والحيرة في ذات الوقت.
هو بدوره لم يفوّت الفرصة وأثار اعجابي مُجدداً بقوله: نحن في أوروبا نعاني من هيمنة التكنولوجيا والبزنس على قراراتنا وحياتنا.. والمانيا مُصممة على حفظ البعد الانساني لأي أزمة تواجهها حتى الازمات الاقتصادية منها.
في الكواليس كان هناك ايضاً من يبحث عن تمويل هنا او هناك من جهات عندها الاستعداد ان تنثر النقود وتتشارط. وبعد ان انهى الوفد الاماراتي كلمته التي وردت فيها شروط واضحة على العراق كي تشارك بلاده في دعم الجُهود المناهضة للتطرّف وداعش، ثم بعد ان استقبل خلال الاستراحة جمهرة من «علماء الدين!» الذين قدموا للسلام على رئيس الوفد وزير الخارجية الاماراتي وتسليمه اوراق مقترحات وكارتات تعريف شخصية.
بعد هذا وذاك جاءت كلمة القاها استاذ من المغرب (اسمه د. أحمد عبادي) اثارت الاعجاب حيث ركّزت على ان للتطرف لغة موجودة في بواطن الكتب ومصالح السياسة، فابعدوا السياسة عن المُقدّس وحاذروا ان تخلطوا ما بين زماننا والزمان الذي كُتبت فيه هذه الكتب. وليكن الموقف واضحاً كي لا يستغله مُدمنو الشخير في المؤتمرات، الذين بعد ذلك نراهم صاحين جداً في برامج عراك الديكة على الفضائيات.
لكن رئيس حكومة تركيا داوود اوغلو كان اكثر صلافة لحظة وقف ليساوي بين PKK من جهة وداعش من جهة أخرى، فاذا ارادت الدول الحاضرة ان تدين داعش بالإرهاب فعليها اولاً(وهذه قالها بصيغة أقرب الى الشرط) أن تدين ثم تحارب حزب العمال الكردستاني. مع اننا لم نسمع الى اليوم بأن هذا الحزب جنّد شخصاً واحداً في صفوفه من غير الكرد ولم يقاتل إلا على ارضه الكردية التي تصرّ (علمانية الخلفاء العثمانيين! ) على سحقها الى الأبد.
رئيس الوزراء حيدر العبادي قال كلمته ومضى بعد أن خرج اوباما وانتهى المؤتمر!