المنبرالحر

المشاركة الروسية والتحالف الدولي في الحرب ضد الإرهاب / ا د .حاكم محسن محمد الربيعي

مضى على الحرب ضد الجماعات الإرهابية داعش والنصرة في سوريا خمس سنوات وبسبب الدعم المتواصل لهذه الجماعات الإرهابية من دول إقليمية منها مجاورة لسوريا وأخرى ليست مجاورة ولكنها تساهم بالمال والسلاح وتجنيد الإرهابيين وتدفع لهم نظير التحاقهم للحرب ضد الحكومة السورية .
لم يتم حسم الموقف لاحد الطرفين رغم ان ذلك الحال سبب متاعب كبيرة للجيش السوري وللحكومة السورية والشعب السوري ، ومن المعلوم ان الجماعات الإرهابية تحظى بدعم داخلي وخارجي سواء في سوريا ام العراق لان هناك من ترتبط مصالحهم بوجود هذه الجماعات املا في سقوط الأنظمة في البلدين وإقامة نظم تدين بالولاء الى بعض الجهات الإقليمية على أساس ديني رغم الفرق بين ما تفعله هذه الجماعات من أفعال يدنى لها الجبين ويحرمها فقهاء الدين المعتدلون ، رغم معرفة الناس بان ما يجري من فعل على يد هذه الجماعات ما هو الا إرهاب ضد الشعوب أينما كانت ، ويحارب السوريون لوحدهم عدا مشاركة حزب الله اللبناني ويقال هناك مستشارون إيرانيون ، والامر ذاته بالنسبة للعراق، ففي العراق تواجه الجماعات الإرهابية من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي وما يقال عن مساهمات التحالف الدولي فهي غير فعالة ويبدو انه خطط لها ان تكون غير فعالة ، اما انها غير فعالة وهي كذلك لان هناك تجارب حية وليست بعيدة ، فالجيش العراقي في الفترة التي سبقت عام الاحتلال رغم اتعابه في حروب عبثية الا انه كان يملك قوة عسكرية يحسب لها البعض حسابا ، وتمكن الامريكان بقوتهم العسكرية والتكنلوجية وسلاحهم المتطور من تدمير هذا الجيش ومعروف عن الامريكان ان حربهم حرب التقنيات والتكنلوجيا وهم على الأرض جبناء فهم لا يتحركون مالم تكن الطائرات فوق رؤوسهم كحماية لهم هكذا هم الامريكان وخسائرهم تكون قليلة ، اذا كيف لجيش بهذه القوة يصعب عليه انهاء قوة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى! هذه المواقف تثير الشك لدى البعض رغم ان البعض الاخر واثق من الامر ليس كما يعلن عنه ويعلم من كان السبب في وجود داعش والنصرة والقاعدة وهذه الجماعات صنيعة من والظروف التي نشأت فيها هذه الجماعات التي مرة تصبح مجاهدة وأخرى إرهابية حسب مصلحة الراعين لهذه الجماعات ، نقول ان التحالف الدولي منذ إعلانه المشاركة في ضرب الإرهابيين لم يفعل شيئا جدياً، بل الجماعات الإرهابية تتقدم في بعض المواقع وقد ادعت أمريكا انها تحارب الإرهاب و شاركتها بعض الدول منها خليجية، الا ان الغريب في الامر ان كل ما سبقت الإشارة اليه من مشاركة أمريكا وحلفائها و فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأخرى لم يثر حفيظة الاعلام الدولي او العربي ، الا بعد ان أعلنت روسيا تدخلها كمشارك في الحرب ضد الجماعات الإرهابية ، بمعنى اخر ان الاعلام الذي ينتقد التحالف الرباعي روسيا واير ان والعراق وسوريا في الحرب ضد الجماعات الإرهابية لم يوجه النقد الى أمريكا والدول العربية الأخرى المشاركة في الحروب هنا وهناك ، وان جهود بعض الفضائيات اصبحت على اشدها في توجيه النقد الى المشاركة الروسية وان في ذلك فقدان للسيادة فالصحف الامريكية أبدت تحليلات تشكك في الضربات الروسية وان الطائرات الروسية تضرب مواقع مدنية وكذلك كانت إذاعة صوت أمريكا وقد اعلن وزير الخارجية الروسي ان الجيش الحر ليس إرهابيا ونامل ان يشارك في اللقاءات مع الحكومة. السبب في هذا التشكيك معروف ان الضربات الروسية ستكون صادقة وفعالة وهذا يعجل من انهاء عمر هذه الجماعات ويدعم الجيش العربي السوري ، ولو طلب العراقيون من الروس المشاركة في الحرب ضد داعش لأبدت روسيا استعدادها وهذا ما اعلنه وزير الخارجية الروسي سيركي لافروف في مؤتمر صحفي في نيويورك ، ولكن الامريكان الذين هم سبب واصل مأساة العراق غير راضين من السماح للطائرات الروسية بالمرور عبر الأجواء العراقية ، وبالتالي ربما يكون الموقف صعبا ومحرجا للحكومة العراقية ان هي طلبت مساعدة روسيا و هناك فضائيات عراقية وعربية توجه التحليلات المغلوطة والنقد في حين صمتت عبر سنوات عن الضربات الامريكية في العراق الروس لا يأتون دون دعوة وفي هذا يختلفون عن الامريكان الذين يتدخلون في شؤون الدول الأخرى دون اذن من احد.
ان التخلص من الجماعات الإرهابية يستدعي في المقدمة الوحدة الوطنية الصادقة وليست المهلهلة والاعتراف بالأخر واستيعابه على أساس واحد هو الوطنية والهوية العراقية او السورية وإشاعة الديمقراطية كثقافة للمواطن والمسؤول الذي عليه ترك كرسيه وتسليمه سلميا وفقا للأساليب الديمقراطية الصادقة غير اسف ، هكذا تدار الدول وفقا للديمقراطية وان ما يميز مسؤولا عن اخر هو مقدار الإنجازات التي حققها وما ساهم في من بناء بلده.