المنبرالحر

التسول من إفرازات الحروب المفتعلة / حميد فرحان المسعودي

تتعرض بعض الدول في العالم مع مرور الايام والسنين الى كوارث طبيعية كالزلازل والفيضانات .. الخ وغير طبيعية كالحروب والأزمات الاقتصادية والسياسية ما ينجم عنها اضرار بشرية ومادية اذ يمثل الفقر من بين إفرازاتها مركز الصدارة.
وكلنا يعلم ان الكوارث الطبيعية تحدث بفعل التغييرات الطبيعية والجغرافية لموقع هذه البقعة او تلك، اما الحروب والأزمات المفتعلة من بعض الساسة فهي نتيجة لسياسات خرقاء لحكام ديدنهم اقحام شعوبهم في أزمات طاحنة ومن اجل تحقيق مكاسب فئوية على صعيد شخصي او سياسي معين، بيد انها لا تسمح بتقليص مسافات الفوارق الطبقية بين أبناء البلد الواحد، وذلك من خلال تشريع قوانين وقرارات ضابطة وضامنة لعيش كريم لائق بمواطني البلد، وفي الوقت ذاته تحد من تغوّل مافيات الفساد والنهب للمال العام على حساب أبناء جلدتهم من فقراء الشعب ومعدميه.
وخير مثال على تأثير الكوارث هم العراقيون الذين ذاقوا مرارتها وأفرزت الأرامل والأيتام والمهجرين الذين تتجاوز أعدادهم ارقام الحكومة المعلنة وهم في الغالب من صغار السن من كلا الجنسين وقد اتخذوا من التسول طريقا لحياتهم ومعيشتهم، وبالنظر لاتساع ظاهرة التسول في مختلف مناطق المدن وبالذات العاصمة بغداد، حيث يتركز وجود المتسولين قرب مناطق التسوق وتقاطعات المرور وقرب مراقد الأئمة ودور العبادة، فإن الأهمية تكمن في الموقف من الطفل فالتسول يشوه براءته ويدمر شخصيته، وكمشكلة كبرى لها مردود سلبي على حياة الفرد والسلم الاجتماعي وبنيته المستقبلية، لان الزيادة في عدد المتسولين تعني هدرا في طاقات المستقبل وتعريضها للتشوه وتركها عرضة لعالم الجريمة والضياع وصيدا سهلا للارهاب، خصوصا ان غالبية المتسولين يصنفون ضمن تاركي مقاعد الدراسة، من هنا اقترح وضع قانون أو تفعيل اي اجراء رادع لمحاسبة ذوي الطفل المتسول وبشرط تخصيص مبلغ معين يحتسب راتباً لعائلته على ان يواظب في الدراسة وبحسب تأييد مدرسته.
ومن جملة الحلول هو إيجاد مشاريع إنتاجية مختلطة حكومي - قطاع خاص لتشغيل العائلات المتسولة. ويفضل أقامة ندوات وحملات توعية تشير الى أضرار التسول على الطفولة والافراد الاخرين. وحبذا لو تم تشكيل مجاميع لزيارة الأسر في الأحياء والمناطق الفقيرة لشرح أبعاد وأضرار هذه الظاهرة على الطفل.